إسلامي سلفي ينشئ حزباً ليبرالياً.. هكذا كانت تركيبة شخصية الطبيب الباحث في اللغة العربية الدكتور محمد يسري سلامة والذي وافته المنية اليوم عن عمر لم يتجاوز التاسعة والثلاثين. كان سلامة من السلفيين القلائل الذين شاركوا منذ اليوم الأول بثورة 25 يناير والتي أحجم عدد كبير من شباب السلفيين عن المشاركة بها بسبب فتاوى تحريم الخروج عن الحاكم كما شارك بعد الثورة في تأسيس حزب النور أول وأكبر حزب سلفي وتقلد منصب المتحدث الرسمي باسم الحزب.
وجاءت خطوة استقالته من حزب النور لتكون العلامة الفارقة في حياة “السلفي” الذي ظل يدافع عن الدولة المدنية وقيمها، حيث رفض سلامة اتجاه الأحزاب الإسلامية لتكوين ما سموه بالدولة الإسلامية وقال في أحد تغريداته على تويتر: “ابتعدوا بالدعوة عن السياسة، بكل الدعوات عن السياسة، أخرجوا رجالا يقودون الأمة ولكن لا تحرقوا الدعوة بنار السياسة، ولا تجعلوا من الخلاف السياسي خلافا دينيا، لم يستمع أحد، وها هي النتيجة: فقدان الثقة في الدعوة، وتقديم السياسة على كل شيء”.
هاجم الكثير من مشايخ السلفيين سلامة بعد الاستقالة بل وكفره بعضهم ولكن ذلك لم يثنيه عن الاستمرار فيما رأى أنه الأفضل لتحقيق مطالب الثورة، وشارك في تأسيس حزب الدستور بالمشاركة مع الدكتور محمد البرادعي والناشط جورج إسحاق وغيرهم من رموز الثورة المحسوبين على التيار الليبرالي.
وبعد وفاته نعاه أغلب رموز العمل السياسي من جميع التيارات فقد كان سلامة مثالاً للسياسي المحب لوطنه الذي يعمل لخدمة الثورة وأهدافها فقط.