نعى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى الدكتور محمد يسرى سلامة، المتحدث الإعلامى السابق لحزب النور وأحد مؤسسي حزب الدستور الذى وافته المنية صباح اليوم بالإسكندرية بعد معاناة مع المرض. وتحول موقع تويتر وفيسبوك إلى جدار عزاء وتأبين إلكترونى لسلامة الذى عرف عنه انتقاده الشديد لممارسات تيار الإسلام السياسي الذى انتسب إليه. وأعاد رواد مواقع التواصل تبادل آخر تغريدات سلامة التى كتبها عبر حسابه على تويتر فى 16 مارس الجارى قائلا: "إن كان حظي في الحياة قليلها... فالصبر يا مولاي فيه رضاكَ". وكان الدكتور يوسف زيدان الروائي والكاتب قد قال منذ يومين: إن المرض تمكن من الدكتور محمد يسرى سلامة، معربا عن حزنه الشديد عليه واعتزازه به، ووصفه بأنه "لم يعقه التيار السلفي الذي صار من مشايخه، عن البحث والمعرفة والمشاركة فى صياغة الواقع المصري، و كان من أوائل الذين خرجوا فى ثورة يناير وواصلوا من بعد ذلك المسار". جدير بالذكر أن سلامة من مواليد محافظة الإسكندرية يوم 1 أكتوبر 1974، ودرس طب الأسنان، إلا أن شغفه بالتراث العربي دفعه لتغيير حياته المهنية، حيث انضم إلى مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية كباحث ومترجم. وقام سلامة بتأليف العديد من الكتب، وبتحرير العديد من المخطوطات العربية، بالإضافة إلى كتابته عدد من المقالات في العديد من الصحف المصرية مثل الشروق، المصري اليوم، والدستور. فضلا عن كونه ناشطا سياسيا وشارك فى الثورة. وكان سلامة قد أعلن استقالته من حزب النور فى أغسطس 2011، بسبب خلاف سياسي بينه وبين الحزب، وأثارت استقالته جدلا واسعا اتهم خلالها من قبل تيار الإسلام السياسي بمعاداة الإسلاميين خاصة بعد انضمامه لعدد من النشطاء المحسوبين على التيار المدنى ومشاركته فى تأسيس حزب الدستور بقيادة الدكتور محمد البرادعى. كما كان لسلامة العديد من الآراء الجريئة، التى انتقد فيها بشدة ممارسات تيار الإسلام السياسي معتبرا أن بعضهم لديه نظرة قاصرة للشريعة، وأن التيار الحاكم يحقق شكلا دينيا فقط، فضلا أن الصراع في مصر بين ما يُسمّى "التيار المدني" و"التيار الديني" صراع غير حقيقي؛ حيث إنه صراع مع نظام قديم يحتضر ونظام جديد يريد بناء نفسه، حسبما قال.