قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، في افتتاح الدورة الثالثة لملتقي القاهرة الدولي للشعر، اليوم الإثنين، إن الملتقي يحتفي بالشعر ويدافع عنه في وجه من قتلوا المفكر فرج فودة وأهدروا دم نجيب محفوظ وطعنوه وأعلنوا الحرب علي الثقافة والأهرامات وأبو الهول، شياطين الصحاري وغربانها. وافتتحت الدورة الثالثة، للملتقي اليوم الإثنين، بمسرح الهناجر بعد توقف دام عامين، بحضور عدد من الشعراء المصريين والعرب والأجانب، وسفراء المجر والبرتغال والملحق الثقافي الإيطالي، دانتي ماريانيتشي، ورئيس المجلس العام لليونسكو كاثرين بوجاياي، والأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، سعيد توفيق، بينما غاب وزير الثقافة محمد صابر عرب عن الافتتاح نظراً لسفره للفاتيكان لحضور تنصيب البابا الجديد.
وتحمل الدورة الثالثة التي تعقد بين يومي الإثنين 18 مارس والخميس 21 مارس، عنوان "ربيع الشعر .. ربيع الثورة"، وتحتفي بجماعة أبوللو الشعرية.
ويفتتح المهرجان وسط جدال كبير حول برنامجه ومدي ملائمة الموضوعات المطروحة علي برنامج أعماله للمشهد الشعري المعاصر، وتمثيله لأجيال الجديدة من الشعراء وانتقاد لسيطرة أسماء بعينها علي الملتقي.
قدم حفل الافتتاح الشاعر والإعلامي، محمود شرف ويستكمل الملتقي أعماله بقاعات المجلس الأعلي للثقافة حتي الخميس المقبل.
وقال حجازي، مقرر المؤتمر: إنه سعي واللجنة المنظمة للملتقي، إلي جعل هذا الحدث ممثلاً حقيقياً للشعر في بلادنا والعالم، تمثيلاً صادقاً لكل الأجيال والأشكال الشعرية والشعراء والشاعرات.
وأضاف حجازي: "إننا نحتفل بالشعر لأن الشعر ثورة تتفجر فيها اللغة وتتفتح فيها كالوردة التي تكشف عن أسرارها المخبؤة".
وقال سعيد توفيق، أمين عام المجلس للثقافة، الجهة المنظمة للملتقي إن اليوم هو يوم من أياما لمقاومة بالشعر.
وأوضح أن الملتقي كان يفترض أن يعقد منذ عامين، لكن إندلاع الثورة حال دون ذلك، وتوقف كل شيء ما عدا الثورة.
وأضاف توفيق إن الإبداع والثقافة لا يقعا خارج الثورة، فكل إبداع فني هو ثورة علي الأشكال النمطية لأي نوع من الفنون، واليوم أصبحت الحاجة ملحة لطرح السؤال حول ما الشعر وهويته ونحن في مفترق طرق.
وتابع: "إننا اليوم نبحث عن هويتنا في ظرف يتهددها بأكثر من أي مرحلة مضت". وشدد علي أن الشعر هو أحد متطلبات اللحظة الراهنة لأنه الفن الوحيد القادر علي حفظ اللغة وحفظ الهوية.
وألقي الشاعر التونسي، المنصف الوهيبي كلمة الشعراء العرب بالملتقي، موضحًا أن المؤتمر يعقد في ظروف استثنائية بدأت فيها الشعوب العربية في أخذ زمام أمورها بأيديها، وتأخذ الديمقراطية في الميلاد بصعوبة من رحم الطغيان.
وقال الوهيبي إن أهمية الملتقي في أنهي عالج موضوع الشعر العربي مضيفاً أن اللغة العربية الفصحي كلها هي تاريخ لهذا الشعر.
وألقي كلمة الوفود الشعرية الأجنبية، الملحق الثقافي الإيطالي، دانتي ماريانيتشي، اذلي بدأ كلمته بالقول إن الربيع لا يقترن دائماً بالسعادة خاصة في البلاد العربية ولكنه يتمني أن يكون الربيع المقبل أفضل.
وقال ماريانيتشي: إن الشعر مهم لأنه يجعلنا نقف ونتأمل في عالم أصبحنا فيه نجري ونلهث دون أن نقف ولو قليلاً للنظر ونتأمل في أي طريق نتجه.
وقالت كاثرين بوجاياي، رئيس المجلس العام لليونسكو: إن اليونسكون تهتم بالشعر بوجه خاص في إطار سعيها الدائم لبناء الجسور الثقافية لتحقيق السلام في العالم ودعم التعددية الثقافية.
وأعلنت بوجاياي عن تنظيم احتفالية بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، مساء الخميس المقبل للاحتفاء بالشعر، في ختام الملتقي والذي يتزامن مع اليوم العالمي للشعر والذي ترعاه المنظمة.