قد تبدو القضية خارج السياق. وربما يري البعض أن لدينا من الأمور الحياتية الكثير والكثير الذي نود أن نناقشه.. وأن ذهابي بعيداً قد يكون غير مستحب بل لعل البعض يري فيه ما يري. لكنها اهتمامات. كل واحد فينا لديه اهتماماته التي تشغله وتثير أفكاره.. وتطرح بداخله العديد من التساؤلات.. ومنذ بلغت سن الأربعين واهتماماتي دينية أكثر.. أكثر ما أقرأ.. أقرأ في الدين والتاريخ والفلسفة حتي أعرف الممكن أن أعرفه عن هذه الحياة.. وعن الأخلاق.. وعن الضمير وعن العدل. وقد تندهش عزيزي القارئ حين أقول لك إن التليفزيون الخاص بي في منزلي فيه أكثر من 30 قناة دينية.. وهي القنوات المفضلة عندي رغم اعتراضاتي الكثيرة علي معظمها.. ولكن ترتيب القنوات من الأولي إلي الثلاثين.. هي قنوات دينية ولا أخرج عنها إلا فيما ندر. ولأنني أجهل تماماً التعامل مع «الدِش».. ولا أفهم أي شيء في الريموت والذي منه.. فلدي أصدقاء يفعلون ذلك.. «تامر» و«خالد».. تعرفت عليهما حين رّكبت أول «دِش» في حياتي وكان ذلك منذ عشرة أعوام.. ووقتها كتبت مقالاً كان عنوانه «كنت حماراً» أي أنني قبل الدِش كنت مقهوراً بالتليفزيون المصري ومغيباً عن الدنيا.. ولما وضعت الدِش شاهدت الدنيا.. والحرية والرأي والرأي الآخر.. وكانت محطتي المفضلة هي «الجزيرة».. وكان سيل المحطات الدينية لم ينتشر بعد. المهم.. «تامر» و«خالد» مهمتهما الأساسية وضع كل محطة دينية تظهر في أوائل المحطات عندي حتي يكون سهلاً عليَّ العثور عليها.. ومنذ شهرين تقريباً وأنا ألعب في المحطات.. وجدت أن هناك محطات دينية بعيدة مثلاً في «318 و425 و530» وهكذا.. وطلبت من «تامر» و«خالد» الحضور لوضع هذه المحطات في الأول.. وقد كان.. وكانت المفاجأة المذهلة. هي محطة مثل كل المحطات الدينية.. شيوخ.. واستوديو تعبان.. وضيوف مجهولون.. وهات يا رغي في أمور عتيقة أكل عليها الدهر وشرب. هذا هو طابع المحطات الدينية التي أعرفها باستثناء قلة من الحوارات المهمة وبعض الدعاة المتميزين.. وأنا أعرف مواعيد هؤلاء وأتابعهم حين يكون لديَّ وقت للجلوس أمام التليفزيون خاصة أنني مش «تليفزيونجي قوي». ومرت أمامي المحطة ومحطة أخري.. وفجأة.. وجدت من يقول: المسيح- عليه السلام- والإمام المهدي يقول. وسمعت الكلام.. معني ذلك أن المسيح الموعود قد ظهر وكذلك الإمام المهدي المنتظر.. وهنا تركت الريموت وتسمرت أمام المحطة.. مسيح إيه ومهدي إيه ومتي ظهرا.. ومن يعرف ذلك ومن يؤمن بهما وماذا يقولان بل ماذا يريدان؟. الذي أعرفه من الأحاديث النبوية الشريفة أن ظهور المسيح يأتي عقب ظهور المسيح الدجال الذي يفسد في الأرض ويقوم المسيح- عليه السلام- بقتل الدجال ونشر السلام والإسلام والمحبة في ربوع المعمورة. وما سمعنا عن دجال ظهر.. وما سمعنا عن اقتراب نهاية الدنيا.. لأن كل هذه الأحداث طبقاً للأحاديث النبوية الشريفة تكون في نهاية الدنيا.. والدنيا تبدو متينة والناس متمسكة بها وهناك من يخطط لأعوام كثيرة قادمة.. ويأمل في أن يترك الحكم لأولاده وعائلته.. وهناك ظلم لا حد له.. وهناك عدل غائب بصورة سيئة للغاية.. والفساد في كل مكان.. فأين المسيح القادم ليقتل الدجال وينشر العدل؟! المهم مرة أخري.. إنني تسمرت أمام هذه القناة لتتوالي الاكتشافات المذهلة. لماذا أقول مذهلة؟! لأن أصحاب الإيمان بهذا المسيح الذي ظهر هم بالملايين.. وخد عندك.. إنهم ينتشرون في 169 دولة في العالم.. ولهم وجود مكثف في قارات أفريقيا وأوروبا وأمريكا.. ولديهم خليفة منتخب.. وهم الآن في زمن الخليفة الخامس. إنه «ميرزا غلام أحمد القادياني».. وهذا ليس الخليفة الخامس إنما هذا هو المسيح الموعود والإمام المهدي الذي ظهر في الهند عام 1889.. في هذا العام أطلق دعوته بأنه هو المسيح الموعود والإمام المهدي في شخص واحد.. وأنه يوحي إليه من الله عز وجل. إنه نبي هذا الزمان. وتابعت أقوال هذا النبي المزعم.. والذي ولد عام 1836 وتوفي عام 1908.. وتعلم اللغة العربية في ليلة واحدة وانطلق يكتب النثر بل الشعر باللغة العربية.. وله معجزات وله مريدون.. ودنيا.. ويقولون إنهم وصلوا إلي 150 مليوناً وربما 200 مليون في العالم.. ويطلقون علي أنفسهم «الأحمدية».. لأنهم أتباع النبي أحمد. وقد كان لي معهم مشوار مثير.. مشوار يطرح سؤالاً ليتكم تشاركونني فيه من الآن.. عندما تجد هذا علي الشاشة.. هل تطالب بمنعه أم تناقشه؟!.. والحُجة بالحُجة والحوار بالحوار.. وليكن في علمك أن هؤلاء «الأحمدية» يقولون بكل حب وقناعة عظيمة.. لا إله إلا الله محمد عليه الصلاة والسلام رسول الله، وما أحمد النبي إلا رجل يوحي إليه ليثبت دعوة سيدنا محمد. هنا ماذا نفعل؟!.. أفتح الموضوع للمناقشة معكم.. وأحكي لكم الكثير عن «الأحمدية» قريباً.