توفي في موسكو يوم 11 مارس/آذار الكاتب بوريس فاسيلييف عن عمر يناهز 89 عاما، وهو أحد ابرز كتاب العهد السوفيتي الذي كرس ابداعه الادبي لمواضيع الحرب. وقال سيرغي فيلاتوف رئيس اتحاد كتاب موسكو ان الثقافة الروسية منيت بخسارة لا تعوض بفقدان احد شيوخ الادب الروسي المعاصر. ولد بوريس فاسيلييف في مدينة سمولينسك في 21 مايو/أيار عام 1924 في اسرة أحد قادة الجيش الاحمر وأمضى طفولته متنقلا مع والده في معسكرات الجيش في مختلف انحاء البلاد ، وبعد ذلك تطوع في سن 17 عاما للقتال في الجبهة عام 1941 وبعد بدء الغزو الهتلري لأراضي الاتحاد السوفيتي بإسبوعين، ووقع مع وحدته في الحصار ثلاث مرات ونجا من الأسر في كل مرة.
وفيما بعد إلتحق عقب الحرب بكلية ستالين للقوات المدرعة والميكانيكية وتخرج منها برتبة ملازم. ان احداث حياته في تلك الفترة قد حددت لحد كبير مواضيع رواياته وطابعها. فقد كتب الكثير عن الحياة في الجبهة والعلاقات بين ابطال رواياته والاحداث المأساوية لفترة الحرب.
وقد جذب انتباه النقاد لأول مرة في عام 1954 حين اخرجت مسرحيته " رجال الدبابات" على خشبة المسرح المركزي للجيش السوفيتي. واعقب ذلك نشره مجموعة سيناريوهات بعنوان " نادي المرحين وسريعي الخاطر" (1968). ونشر أول اعماله النثرية بعنوان " زورق ايفان" في عام 1967.
وتركت صدى كبيرا لدى القراء روايته " والفجر هادئ هنا" (1969) عن الفتيات اللواتي قاتلن في الجبهة ومصيرهن الفاجع .وقد أخرجت الرواية في السينما مرتين في روسيا (1972 و2008) وفي الصين (2005) وألف الملحن كيريل مولتشانوف موسيقى اوبرا استوحيت قصتها من هذه الرواية (1973). وأبدع قلمه الكثير من الاعمال الاخرى بين مسرحيات وروايات وقصص وروايات تأريخية. وحازت على شهرة واسعه روايته " ليس بين الاسماء "(1974) عن المدافعين الابطال عن قلعة بريست و"غدا كانت الحرب"(1984) و" آخر يوم" و" لا تطلقوا النار على طيور التم البيض" وغيرها.
منح بوريس فاسيلييف جائزة الدولة وجائزة رئيس روسيا الاتحادية والجائزة المستقلة لحركة الاكاديمي اندريه ساخاروف"ابريل" والجائزة الادبية الدولية " موسكو – بينيه" وجائزة اتحاد كتاب موسكو " الاكليل" وجائزة اكاديمية الفنون السينمائية الروسية " نيكا" كما منح وسام " تقديرا للخدمات الى الوطن" من الطبقة الثانية وراية العمل الحمراء ووسامي الصداقة بين الشعوب وغيرها.