حذر مأمون العلوي، أمين هيئة مكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، من ظهور نوع آخر من الجراد يسمى الجراد الإفريقي بالمناطق المستصلحة حديثًا بمصر، والتي تزرع فيها محاصيل الأعلاف "الرود جراس". وكشف العلوي، أن الجراد الإفريقي أصبح آفة ببعض المواقع مثل شرق العوينات، وان هذا الجراد كان متواجد سابقًا، إلا أنه لم يكن يشكل آفة تستدعى أعمال المكافحة، لكن بعد أن اصبحت البيئة مناسبة لتكاثره في تلك المواقع خاصة المناطق الصحراوية "المروية"، ازدادت أعداده، وأصبح يشكل آفة على المزروعات بتلك المناطق.
وأكد أن مصر أصبحت من دول التكاثر للجراد الصحراوي، مضيفًا: "هناك مواقع يمكن أن يتكاثر فيها الجراد وينتشر إلى مواقع أخرى، إذا لم يتم اكتشافه ومكافحته بالمناطق الصحراويب، وقبل أن تتكون الأسراب الكبيرة التي يصعب السيطرة عليها".
وطمأن العلوي المواطنين بأن الوضع الحالي للجراد ليس بالكارثة، وأن من يصفه بذلك يعتبر خطئًا كبيرًا، موضحًا أن ما يحدث هو انتشار كبير للجراد بالمنطقة، مضيفًا: "يعتبر جانبي ساحل البحر الأحمر من مناطق تكاثر الموسمية الشتوية للجراد الصحراوي، وفي أواخر العام الماضي 2012م ونظراً لسقوط أمطار مناسبة على الصحراء الجنوبية الشرقية وجنوب ساحل البحر الأحمر، أوجدت بيئة مناسبة لتكاثر الجراد الصحراوي في مصر والسودان وكذلك المملكة العربية السعودية، ولذلك ازدادت أعداده وبداء بالانتشار إلى المناطق الأخرى".
وأكد أن هذه الدول تقوم بجهود كبيرة للقضاء على أسراب الجراد، وقد وصلت إجمالي المساحات المعالجة حتى الآن في هذه الدول إلى أكثر من 100 ألف هكتار (240 ألف فدان) باستخدام السيارات والطائرات.
وتوقع العلوي أن ينحسر الجراد تدريجيًا خلال الأسابيع القادمة نتيجة لعمليات المكافحة المكثفة، وأن تتجه بعض المجموعات الناجية من المكافحة إلى مناطق التكاثر الربيعي في شمال السودان أو شمال المملكة العربية السعودية.
وقال: "أدخلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ما يطلق عليه إستراتيجية المكافحة الوقائية للجراد الصحراوي في جميع الدول المعرضة لغزو الجراد، وهي ببساطة تعني استكشاف الجراد بمناطق تواجده بالصحراء ومكافحته، قبل أن يتحول إلى أسراب، وينتقل إلى المناطق المزرعة بالمحاصيل.
وأكد أنه طالما التزمت الدول بتطبيق تلك الاستراتيجية فلن تكون هناك مخاطر كبيرة من غزو الجراد، إما إذا حدث فشل في تطبيق هذه الإستراتيجية لسبب أو لآخر فهنا تكمن المشكلة.
وأضاف: "يعتبر الجراد الصحراوي Shistocerca gregaria من أهم أنواع الجراد، لقدرته على التكاثر بأعداد كبيرة، حيث تضع الأنثى ما يقرب من 100 بيضة لثلاث مرات في حياتها، وأنه في حال تواجده بأعداد كبيرة يقوم بتغير سلوكه من انفرادي إلى سلوك تجمعي، وتكوين أسراب لها القدرة على الطيران والانتقال إلى مناطق بعيدة وإحداث الأضرار بالمحاصيل الزراعية".
وأشار إلى أن السرب الصغير للجراد الصحراوي يمكن أن يحتوي على عدة ملايين من الحشرات، فالكيلومتر المربع منه يحتوي على ما يصل الى 10 ملايين جرادة على الأقل، مؤكدا أن عمليات المكافحة مستمرة منذ منتصف شهر نوفمبر 2012، لذا تقدر الأعداد التي تمت مكافحتها بملايين الحشرات.