من غير المعقول أن يكون التعامل مع المرأة في مصر قد وصل به الحال إلي هذه الدرجة، هل يعقل أن يعتدي ضابط بمباحث أمن الدولة علي مرأة في بيتها بأبشع الألفاظ النابية وأحيانا بالضرب، ونزع النقاب من علي وجه السيدة التي رأت زوجها يعتقل أمام عينيها؟، هل يعقل أن يكون هذا الحدث يتم في شهر مارس الذي كان فيه يوم الثامن من مارس يوم المرأة العالمي؟، وفي 21 مارس يتم الاحتفال بعيد الأم، وفي بعض الدول الغربية مثل أمريكا يعتبرون شهر مارس هو شهر المرأة، وعبرت عن ذلك منذ أيام قليلة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية ورئيسة مجلس النواب الأمريكي، ووزيرة أمريكية أخري حيث وقفن يرفعن أيديهن سويا في رسالة إلي نساء المعمورة بضرورة التمسك بحقوقهن، والواضح أن الضابط الهمام الذي قام بجريمته النكراء في المحلة الكبري يحتفل بطريقته الخاصة بيوم المرأة العالمي وشهر المرأة العالمي وكذا عيد الأم بإهانة النساء الفضليات، والاعتداء عليهن بالسب والضرب. تبدأ الحكاية كما ترويها زوجة محمد الشرقاوي لموقع إخوان أون لاين «أن النقيب أحمد عز الضابط بمباحث أمن الدولة بالمحلة الكبري ضربها علي وجهها، ونزع النقاب عن وجهها عندما تجرأت وسألته عن سبب اعتقال زوجها، ورفضها محاولة الضابط الاستيلاء علي 2700 جنيه نصفها ديون والنصف الآخر «عهدة» عليها لصالح المدرسة التي تعمل بها، ولم يتم ضمها لأحراز القضية، وعندما اعترضت علي تصرف الضابط الشريف قام بسبِّها ومحاولة الاعتداء عليها، وانتزاع نقابها، كما حاول سرقة مصاغها من يدها بالقوة، وعندما اعترضته طرحها علي الأرض، وحاول ضربها وسط صرخات أطفالها، ولم تجد زوجة الشرقاوي ردًّا علي هذه التجاوزات إلا تحرير محضر برقم 2677/2010م إداري أول محلة ضد الضابط المذكور». الغريب في الأمر أن الضابط الهمام ليست هذه هي الحادثة الأولي التي يقوم بها في هذا السياق، أما عن رد فعل جماعة الإخوان المسلمين فقد استنكرت الجماعة في بيان لها ما حدث خلال الفترة الماضية، مشيرةً إلي أنه في الوقت الذي يتحرك فيه العالم نحو المزيد من الاهتمام بحقوق الإنسان، والحفاظ علي حقوق الأطفال والمرأة، وتعقد المؤتمرات العالمية لذلك؛ يتم الاعتداء بالألفاظ النابية الساقطة بل بالأيدي علي زوجات بعض المعتقلين وبناتهم وأطفالهم، والغريب في الأمر أيضا أن هذا الاعتداء تم أيضا في الحوامدية، المدهش أيضا والمثير للانتباه أن جميع من تم اعتقالهم في الأيام الأخيرة ويبلغ عددهم تقريبا 400 معتقل تهمتهم كانت مناصرة القدس والمسجد الأقصي المبارك ضد الانتهاكات الصهيونية المتواصلة، وما أشرفها وما أكرمها من تهمة، وحينما تسأل الزوجة الضابط عن سبب اعتقال زوجها يهينها ويضربها ويطرحها أرضا وينزع نقابها ويسرق نقودها العهدة ويحاول أن يستولي علي مصاغها، كل هذا يحدث أمام أعين أولادها.. يعتقل أباهم وتهان وتضرب أمهم من أجل المسجد الأقصي المبارك والقدس الشريف. بالتأكيد هذه الحالة فردية ولا تمثل توجها بدليل أنها لم تحدث إلا مع حالتين أو ثلاث، وإنما هو اجتهاد ضابط تجاوز الحد كل الحد، لذلك لا يمكن أن يكون هذا توجها بمثل هذا العمل الذي لا يتصوره عقل أو منطق، إننا في مثل هذه الأوقات التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، وتمر بها أيضا مصرنا الحبيبة، نريد مزيدا من الترابط والتكاتف بين النظام والشعب، فعدونا ليس في الداخل وإنما في الخارج، والمخطط الصهيو أمريكي لن يهدأ له بال حتي يشعل الفتنة في مصر ويؤجج الصراع بداخلها، ولن يصل إلي مبتغاه إن شاء الله طالما بقي هناك الكثير من العقلاء والحكماء في مصر المحروسة، ولابد هنا من التذكير بما فعله الخليفة المعتصم عندما قام جند الروم باختطاف امرأة مسلمة وصرخت المرأة بأعلي صوتها وامعتصماه واإسلاماه فأجابها المعتصم «لبيك يا أختاه»، وقام بتسيير جيش عظيم في يوم عمورية، هكذا كان من قبلنا يراعون الحرمات وينصرون المظلوم ويسيرون الجيوش لنصرة امرأة، فرب العزة يقول لدعوة المظلوم «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».