خرجت مدينة الداخلة، في منطقة الصحراء الغربية، جنوب المغرب، عن هدوئها الذي تشتهر به، لتفتح قاعة المؤتمرات فيها أبوابها الرئيسية أمام الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما الذي يحمل اسم المدينة، ليتوافد الجمهور الباحث عن لقاء قريب مع نجوم الفن السابع المغربي، ولالتقاط صور تذكارية. والمهرجان، بحسب القائمين عليه، يبحث أولا عن وضع مدينة الداخلة على خريطة المهرجانات في المغرب، وفي الخريطة السينمائية في العالم العربي، بالإضافة لنقل الصورة الحقيقية للواقع الميداني في المدينة، التي ارتبط اسمها بمنطقة نزاع الصحراء الغربية، الأقدم في القارة الإفريقية، بحسب المراقبين.
وثالثا المهرجان هو "محرك للتنمية في المدينة" وفق من تحدثت معهم "العربية نت"، مع تسويقها دوليا ك "وجهة سياحية قادرة على المنافسة العالمية" بتوفرها على فنادق غير اعتيادية أصبح لها زبناء من القارات الخمس، ورياح المدينة التي تشد كبار محترفي ركوب الأمواج عبر العالم.
وفي بداية ليلة الافتتاح، غنت الفنانة المغربية كريمة الصقلي، للموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب، والبداية بجملة "سلام عليكم أيها الأحباب"، قبل أن يدخل 40 تلميذا، من مدينة الداخلة، لتأدية "لوحة استعراضية غنائية جماعية"، تستحضر المسيرة السلمية للرباط، في سبعينيات القرن الماضي، لاسترجاع ما يسميها المغرب ب "الأقاليم الجنوبية للمملكة"، وليقف الجمهور ليصفق بحرارة على "بدايات الافتتاح في الليلة الأولى للسينما" في مدينة الداخلة.
وسجل حفل الافتتاح أخطاء البدايات بدءا بغياب التنسيق الدقيق ما بين فقرات المهرجان، وأخطاء فنية وتقنية، أرجعها المنظمون لتزامن الافتتاح للمهرجان مع افتتاح قصر المؤتمرات.
وفي كلمة الافتتاح، أكد شرف الدين زين العابدين، مدير المهرجان، أن الاختيار وقع على التوجه صوب الفن السابع القادم من العالم العربي، استجابة ل "عشق السكان المحليين لهذا النوع من السينما"، وسيكون لأبناء الداخلة نافذة للتباري من خلال "مسابقة لكتابة السيناريو، الفائز فيها سيكون له موعد مع عرض فيلمه في المهرجان خلال العام المقبل".
وبحسب صحافيين مغاربة، تابعوا ليلة افتتاح مهرجان الداخلة، فإن نقطة ضعف حفل الافتتاح، كانت مقدمة الحفل التي "ارتكبت أخطاء فادحة"، ما "أثار حفيظة الصحافيين"، الذين غادر كثير منهم قاعة الحفل، وارتكبت مقدمة الحفل ما وصفه الصحافيون المغاربة ب "الخطأ الكبير" بإعلانها أنها "لا تعرف كيف بدأ هذا الممثل المكرم مساره السينمائي"، ما خلف امتعاضا لدى السينمائيين الحاضرين للمهرجان، وإشارة مقدمة الحفل كانت إلى محمد خيي، الممثل المغربي الذي جرى تكريمه.
وفي الليلة الافتتاحية للمهرجان، جرى تكريم ممثلة إسبانية، من جزر الكناري التابعة لمدريد، على المحيط الأطلسي، اسمها باتريسيا ألباريس، في رسالة وصفها الصحافيون المتابعون للمهرجان بأنها "رسالة ود مغربية لمدريد على خلفية نزاع الصحراء"، ولم يتردد أحد المسؤولين المحليين بالداخلة، في التغزل- باللغة الإسبانية- على الممثلة المكرمة، ما أصابها ب "الخجل الشديد".
وبتواضعه، مرّ الممثل المصري يحيى الفخراني على السجاد الأحمر لمهرجان مدينة الداخلة، قبل أن يقف أمام عدسات المصورين لأخذ صور تذكارية قبل أن ينسل في هدوء صوب قاعة الافتتاح.
وفي كلمة للتكريم، قال خالد عيسى، الصحافي المصري، إن "الفخراني أخلص للفن فأخلص له الفن"، وتحت التصفيق الحار، تسلم الممثل المصري درع التكريم، ووقف أمام عدسات المصورين لتوثيق هذه اللحظة، قبل أن يأخذ كلمة، اختلطت فيها المشاعر، وقدم يحيى الفخراني التكريم لمصر، معلنا أن "العمل يبقى هو الأهم".