تجاهلت البورصة المصرية العرض المقدم من شركة "أوراسكوم الهولندية" للاستحواذ على أوراسكوم للانشاء المصرية، لتسجل مؤشراتها تراجعا جماعيا لدى إغلاق تعاملات اليوم، فيما قال المحللون إن هذا التراجع جاء بسبب غياب المحفزات الحقيقية التى تشجع المستثمرين على الاستمرار فى عمليات الشراء. وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 1ر1 مليار جنيه من قيمته ليصل إلى 2ر385 مليار جنيه بعد تداولات إجمالية لم تتجاوز 400 مليون جنيه.
وأنهى مؤشرالبورصة المصرية الرئيسي/إيجي إكس 30/ التعاملات عند مستوى 78ر5690 نقطة بخسائر طفيفة بلغت نسبته 08ر0 في المائة، رغم تسجيله ارتفاعا قويا فى مستهل التعاملات تفاؤلا بإعلان العرض الرسمي من الشركة الهولندية للاستحواذ على أوراسكوم للانشاء.
وسجلت مؤشرات الأسهم الصغيرة والمتوسطة وأسهم المضاربات خسائر أكبر مدفوعة بمبيعات الأفراد المصريين ليفقد مؤشر /إيجي إكس 70/ ما نسبته 94ر0 في المائة من قيمته ليغلق عند مستوى 9ر487 نقطة.
وامتدت التراجعات إلى مؤشر /إيجي إكس 100/ الاوسع نطاقا الذي فقد نحو 55ر0 في المائة من قيمته ليغلق عند مستوى 03ر822 نقطة.
وقال أحمد عبد الحميد العضو المنتدب بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية إن تعاملات اليوم بدأت على إرتفاع ملحوظ مدعومة بنشاط سهم "أوراسكوم للانشاء" الذي قفز قرب مستوى 270 جنيها،لكن السهم سرعان ما عاود الهبوط إلى مستوى 265 جنيها،ما إنعكس على أداء السوق بشكل عام.
وأضاف " إن غالبية الأسهم شهدت عمليات بيع من المستثمرين الأفراد المصريين والأجانب والعرب، فيما نجحت مشتريات المؤسسات المصرية فى كبح جماح الهبوط نسبيا.
وأشار عبد الحميد إلى أن السوق ربما لا يوجد به أية أنباء سلبية، لكن الأجواء السياسية وكثرة ترديد المسئولين لنبرة تدهور حالة الاقتصاد المصري خلقت حالة من التشاؤم والخوف لدى المستثمرين، ما جعل السوق يتجاهل أية أنباء إيجابية على صعيد الشركات مثل نبأ عرض أوراسكوم للانشاء".
وأكد أن البورصة المصرية فى حاجة ماسة إلى محفزات حقيقية إيجابية خاصة فيما يتعلق باستقرار الوضع السياسي وبدء العمل على تحقيق التعافي الاقتصادي، مشيرا إلى أن كل ذلك يدور فى إطار واحد نظرا لأن التعافي الاقتصادي لن يتأتي إلا بالتوافق السياسي.
وتوقع عبد الحميد أن تستمر التقلبات والتذبذبات بالبورصة المصرية لحين الإعلان رسميا عن فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية ما قد يؤدي إلى إنشغال القوى السياسية بالانتخابات، بدلا من الانشغال بالمظاهرات وخلق مزيد من الاحتقان فى الشارع.