يتوافد آلاف الأقباط إلي الكنائس منذ الصباح الباكر حاملين سعف النخيل والورود، حيث يبدأون يومهم بالصلاة وتلاوة الألحان القبطية وهم يلتفون حول هيكل الكنيسة ثم تبدأ صلاة قداس عيد أحد الشعانين بعد ذلك. وقد انتشر أمس باعة سعف النخيل والورود أمام الكنائس، حيث تزدهر هذه التجارة قبيل الاحتفال بهذا العيد، ومساء اليوم الأحد يبدأ الأقباط صلاة البصخة المقدسة، حيث يرددون اللحن القبطي «ثوك تيه تي جوم نيم بي أوؤو نيم بي أزمو ثيم بي أما هي شاه إينيه آمين» ومعناه «لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الأبد آمين»، وتستمر صلاة البصخة طوال الأيام القادمة حتي يوم الجمعة يليها الاحتفال بيوم سبت النور، حيث يصلون خلاله قداس عيد القيامة بجميع الكنائس. ويعد أسبوع الآلام واحداً من أكبر مظاهر وحدة المصريين فبداية من عيد التسبيح أو أحد الشعانين، في سابع أحد من الصوم الكبير يحتفل أقباط مصر ومسلموها أيضاً بذكري ركوب السيد المسيح «عليه السلام» الحمار في القدس ودخوله إلي «أورشليم» تحقيقاً للنبوءة التي بشر بها النبي «زكريا» وهو راكب والناس حوله يسبحون وليأمر بالمعروف ويحث علي الخير، بينما يحمل أتباعه في أيديهم سعف النخيل كرمز للترحيب به ولهذا سمي أحد الخوص. واستطاع الفنان المصري بحس مرهف أن يحول السعف إلي أشكال جميلة تشكل كرنفالاً من الجمال في هذا اليوم الذي يبدأ فيه أسبوع الآلام من صلب السيد المسيح إلي قيامته في اللاهوت القبطي، ويتناول المصريون العدس يوم الثلاثاء «ثلاث العدس» ثم يستحمون بنبات الرعرع الذي يقال إنه النبات الذي شفي «أيوب» عليه السلام من آلامه وسمي أربعاء الغبيرة، ثم خميس العهد، والجمعة الكبيرة، حيث يفطر الأقباط المر «الترمس» ويخالفهم المسلمون منذ العهد الفاطمي فيضعون حلوي مغربية «الكسكسي» والمخروطة «شرائح تصنع من الدقيق وتذاب في ماء بالسكر» فتعيد النضج والعضج كلمة عبرية معناها «العبور» ويعرف أيضاً بعيد الفصح عند اليهود وهو ذكري خروج بني إسرائيل من مصر وخلاصهم من فرعون. ثم يأتي شم النسيم عيد الربيع الربيعي وهو اليوم الذي يتساوي فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل في الخامس والعشرين من شهر برمهات، وكان المصريون القدماء يتصورون أن هذا اليوم هو أول الزمان أو بداية خلق العالم.
