اثار اعلان عارضتي ازياء الترشح للانتخابات النيابية في لبنان، في سابقة هي الاولى من نوعها في لبنان، ضجة كبيرة في الحياة السياسية والشارع اللبناني. وأعلنت ميريام كلينك، المغنية المثيرة للجدل، وواحدة من عارضتي الازياء، عن سبب ترشحها، "وصلنا الى وضع يدفع لليأس، فقلت اما ان اترك البلد او احاول القيام بشيء ما".
وتنتقد كلينك في مقابلاتها الصحافية "غياب الثقافة العميقة" عند اللبنانيين التي تحول دون تقديرهم اهمية البيئة، وعدم اعطاء النساء الادوار السياسية التي تليق بهن.
ولتسويق برنامجها الذي بدأت الترويج له قبل اعلان ترشحها، نصبت كلينك نفسها "ملكة" على "مملكة خيالية" اسمها "كلينكستان"، وتدافع المملكة، بحسب ما تذكر صفحتها على موقع "فيسبوك"، عن البيئة والحيوانات، وتنتشر صور كلينك، المثيرة جدا في غالبيتها، على المواقع الالكترونية وفي المجلات الفنية. لكن ذلك لا يمنعها من ابداء آرائها في مواضيع شديدة الحساسية سياسيا، مثل سلاح حزب الله الشيعي.
وعلى عكس العارضة كلينك، تبدو "ناتالي فضل الله"، صاحبة وكالة عرض ازياء، جادة في تغيير صورتها لبدء معركتها الجديدة، وتدافع ناتالي عن القضية نفسها، مستهجنة "حرمان المرأة اللبنانية من منح جنسيتها لأولادها"، وتقول انها تريد من خلال الوصول الى البرلمان رفع "صوت الذين لا صوت لهم"، من الاطفال المشردين الى مدمني المخدرات، الى النساء.
فعلى نقيض صور العارضة ذات الشعر البني المنسدل والعينين العسليتين التي تظهرها "نجمة" السهرات ومنصات العروض، ارتدت طقما رماديا كلاسيكيا.
وتقول انها قررت الترشح بعدما "وصلت الى حالة من القرف. لا عمل في البلد. اين لبنان الذي كنا نقول عنه سويسرا الشرق؟ اين عروض الازياء التي كنا نقدمها؟".
واثار ترشح كلينك وفضل الله اصداء متناقضة بين الناس، فعلى حسابها الخاص على موقع "تويتر"، كتبت مروى اياس "على لبنان السلام اذا ابتلينا برعاة مثل كلينك وفضل الله... لم يكن ينقص البلد الا ان يعلن رسميا بارا ".
لكن لارا صقر تحض كلينك عبر الموقع نفسه على المضي في ترشحها "فاباحة الجسد... اقل شرا واكثر شرفا من سياسيين اطلقوا العنان لاباحة ضمائرهم".
ويعتقد سلام الزعتري، معد ومقدم برنامج "شي ان ان" الساخر على قناة "الجديد" اللبنانية، ان العارضتين "ليستا اسوأ من النواب الحاليين".
ويقول "على العكس، ستقدمان صورة اخرى عن المجلس... مسلية اكثر"، متوقعا ان "تتنافس الكتل النيابية على الجلوس بجانبهما". ويرى ان دخولهما البرلمان "سيقدم لنا مادة دسمة للعمل عليها