حزمة المساعدة مشروطة بعجز اثينا عن الاقتراض من الاسواق وتتكلف نحو 22 مليار يورو هيرمان فان رومبوي وافق زعماء دول منطقة اليورو على خطة لمساعدة اليونان المثقلة بالديون تُمول بواسطة قروض أوروبية وبمساهمة من صندوق النقد الدولي. وجاءت الخطة في إطار آلية غير مسبوقة منذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة قبل 11 عاما وبعد أسابيع من المشاحنات والمشاورات الشاقة مساء الخميس، لتثير فور الاعلان عنها ردود فعل إيجابية داخل اليونان وترفع قيمة اليورو أمام الدولار. ووفقا للخطة التي صاغتها فرنسا وألمانيا وقبلتها دول منطقة اليورو، ستتمكن اليونان من الاعتماد على حزمة من القروض الثنائية كحل أخير من دول منطقة اليورو بالإضافة إلى تمويل من صندوق النقد الدولي. لكن سيتم منح القروض في حال اعتبر البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية ذلك ضروريا وبفائدة أعلى من متوسط الفائدة التي تفرضها السوق على دول أخرى في منطقة اليورو. ولم يتضمن الاتفاق أي أرقام لكن مصدرا رفيعا في المفوضية الأوروبية قال إن حزمة المساندة ستتكلف 20 إلى 22 مليار يورو إذ ما دعت الحاجة لطلبها. وتقتضي آلية المساعدة منح قروض لليونان "كحل أخير" في حال لم تتمكن من الاقتراض من الأسواق بفوائد معقولة لتمويل العجز الذي تعانيه، غير أنه لن يتم اللجوء إلى هذه الآلية إلا عند الضرورة. كما أن وضعها موضع التنفيذ سيتطلب موافقة دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع ووفقا لشروط صارمة. وقد تعرض القادة الأوروبيون لضغوط كبيرة للتوصل إلى هذا الاتفاق كون خلافاتهم في الأيام الأخيرة حول إمكان مساعدة اليونان، ألقت بظلالها على سعر صرف اليورو الذي شهد انخفاضا لأقل مستوى له في عشرة أشهر أمام الدولار بعد أن افترض المستثمرون في باديء الأمر أن مشاركة صندوق النقد الدولي في معالجة الأزمة المالية اليونانية تعني أن منطقة اليورو التي تضم 16 دولة عاجزة عن معالجة مشكلاتها بنفسها. ومن شأن خطة إنقاذ اليونان أن تعيد الثقة في العملة الأوروبية الموحدة. وبالفعل ارتفع سعر صرف العملة الأوروبية اليورو أمام الدولار الأمريكي في مستهل التعاملات امس الجمعة وسجل اليورو 1.3346 دولار بعد انخفاضه مساء أمس الاول الخميس إلى 1.3268 دولار وهو أدنى سعر منذ أوائل مايو الماضي. من ناحيته رحب رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بالاتفاق وقال "جرت مكافأة جهود الشعب اليوناني. لقد اتخذنا قرارا امس (الخميس) ليس فقط لصالح اليونان بل لأوروبا بأسرها". وأضاف "إننا سنحمي عملتنا المشتركة، وستخرج أوروبا من هذا الاجتماع أقوى مما كانت في طريقها إليه". من جانبه قال رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، أنه ينبغي عدم اعتبار هذه الخطة "علاجا سحريا" مشيرا إلى أنها تعد "جزءا مهما من العلاج ليس أكثر". وقالت المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، امس الجمعة إنها راضية عن الاتفاق على تقديم المساعدات لليونان. واضافت أن "أوروبا أثبتت قدرتها على العمل بشأن قضية هامة."