رقص المتظاهرون "رقصة الانتصار" داخل ميدان التحرير، على إحدى المدرعات التي تم أسرها من قوات الأمن المركزي التي أمطرت المتظاهرون على مدار اليومين الماضيين بوابل من قنابل الغاز الخانقة ورصاص الخرطوش، في جبهة الاشتباكات بينها وبين المتظاهرين عند نهاية كوبري قصر النيل وبشارع الكورنيش أمام فندقي "شيبرد" و"سيمراميس". المسيرة التي أنطلقت مساء أمس (الاثنين) في ذكرى جمعة الغضب 28 يناير 2011 من أمام مسجد السيدة زينب والنصب التذكاري ل7 من شهداء جمعة الغضب من أبناء حي السيدة، كانت كلمة السر في إنهاء الاشتباكات الدائرة على الكورنيش حيث تراجعت الداخلية في نفس الوقت الذي جاء فيه المسيرة، وتقدم المتظاهرون من قصر النيل وحاصروا المدرعات في نفس الوقت الذي "هربت" فيه جنود الأمن المركزي وتركت مدرعات الداخلية تحت حصار المتظاهرين، مما أضطر أحد الضباط لطلب التسليم للمتظاهرين وهو داخل احدى المدرعات الثلاثة المتبقية، حتى أخذها المتظاهرون ورقصوا عليها داخل ميدان التحرير وهو تكرار لنفس المشهد الذي حدث منذ عامين في جمعة الغضب.
في الوقت نفسه اندفعت احدى المدرعات هلعا من المتظاهرين من شارع السفارة الأمريكية وقامت بدهس 2 من المتظاهرين الذين كانوا يقفون حولها ويختبئون خلف جدار خرساني، مما اضطر المتظاهرون لحرق المدرعة المتبقية بشارع الكورنيش، فيما حاولت المسيرة إكمال طريقها إلى مجلس الشورى لكن ردت عليها قوات الأمن بضرب قنابل الغاز والخرطوش مما اضطر المتظاهرون السلميون للتراجع.
المسيرة بدأت في التحرك من أمام مسجد السيدة زينب في الرابعة والنصف، وتفاعل معها سكان الحي من شرفات منازلهم، وأمام أحد العمارات خرج مجموعة من مؤيدي الرئيس مرسي تهتف له وتشير للمتظاهرين بأن "الرئيس لن يسقط"، فوقف أمامها المتظاهرون وهتفوا "أووه أووه أووه.. هنشيل محمد مرسي بتاعكوا".
شارك في المسيرة أحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي، والاشتراكي المصري، والشيوعي المصري، والدستور، والتجمع، والمصري الديمقراطي الاجتماعي والكرامة والتيار الشعبي وحركتي الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل، ورفعوا لافتات كتب عليها "البراءة للمعتقلين والإعدام للسفاحين"، "العدالة الاجتماعية.. عايزة ثورة عمالية"، و"العمال هم الحل"، و"تسقط حكومة الغلاء والتقشف"، و"السلطة والثروة للشعب".
شارك في المسيرة "أيقونة مصابي الثورة" الدكتور أحمد حرارة وكانت هناك حضور واضح للنساء والفتيات رغم حالات التحرش التي تعرضن لها يوم الجمعة الماضية بميدان التحرير وقادتن الهتاف لبعض الوقت، كما قاد هتافات المسيرة القيادي العمالي كمال خليل.
وهتف المتظاهرون "ياللي بتلعب بالبولوتيكا.. مرسي بيعشق ماما أمريكا"، ة"راح هنقولها جيل ورا جيل.. مرسي بيعشق إسرائيل"، و"يا أمريكا لمي فلوسك.. بكرة الشعب المصري يدوسك"، وهتافات آخرى منددة بالحوار الذي دعا له مرسي"، ة"مسرحية مسرحية.. العصابة هي هي.. بس بدقن وجلابية"، و"الاتنين مالهمش أمان.. حكم العسكر والإخوان"، و"لا انتخابات ولا دستور.. لم جماعتك يلا وغور"، وهتافات متعلقة بالعدالة الاجتماعية مثل "عندنا أزمة في الأنابيب.. وغازنا رايح تل أبيب"، و"قول يا مرسي يا مفلسنا.. إنت بتعمل إيه بفلوسنا"، و"العدالة الاجتماعية.. هي طريقنا للحرية".
ووجه المتظاهرون هتافات خاصة بخطاب الرئيس الأخير "محمد مرسي يا أبو صباع.. الكرسي ضاع الكرسي ضاع"، و"ياللي بتفرض في الطوارئ.. بكره هترحل بكره تفارق"، "مرسي مرسي يا أبو صباع.. ما بنجيش بلوي الدراع"، و"يا بتاع العشيرة.. مصر عليك كبيرة".
وتعرضت المسيرة لهجوم من شخص ملتحي من مؤيدي صاحب مقهى قام بسب المتظاهرين، وقام أحد أعوانه بإحضار اسطوانة بوتاجاز وهدد المتظاهرين بحرقهم وفتح الغاز وأشعل النيران لكن المتظاهرين تصدوا له سريعا ومرت المسيرة وصعدت كوبري أبو الريش في طريقها لشارع القصر العيني.