تظاهر انصار قائمة "ائتلاف دولة القانون" التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس تاييدا لاعادة عمليات العد والفرز يدويا، في حين هدد المهمينون على عشر محافظات ب"تصعيد الاجراءات بشكل كبير ومؤثر". وتجمع مئات المتظاهرين امام مبنى المحافظة وسط البصرة رافعين لافتات تطالب باعادة فرز الاصوات فيما هتف آخرون ضد التزوير. وفي الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار، خرج عشرات من انصار دولة القانون يتقدمهم المحافظ طالب كاظم محيسن في تظاهرة وسط المدينة مطالبين باعادة العد والفرز واتهموا المفوضية ب"مصادرة اصوات الشعب". وفي المقدادية في محافظة ديالى، (شمال شرق بغداد)، تظاهر عشرات بينهم زعماء عشائر ورجال دين من انصار دولة القانون مطالبين باعادة فرز الاصوات. وفي النجف، تظاهر مئات بينهم زعماء عشائر ونساء امام مبنى المحافظة للمطالبة باعادة العد والفرز يدويا. وتظاهر مئات من انصار قائمة "دولة القانون" في الحلة، كبرى مدن محافظة بابل، للاسباب ذاتها، وتجمعوا امام مبنى المحافظة رافعين لافتات تؤيد اعادة العد والفرز وتزامنا مع التظاهرات، عقد رؤساء مجالس عشر محافظات اجتماعا في البصرة مطالبين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باعادة "عملية العد والفرز يدويا اثر ثبوت الشكوك بحدوث تزوير وتلاعب بنتائج الانتخابات". وحذروا من ان عدم الاستجابة لمطلبهم سيدفع هذه المحافظات، وهي تسع جنوبية وبغداد، الى "تصعيد اجراءاتها بشكل كبير ومؤثر". في الوقت نفسه طالبت الحكومة امس مفوضية الانتخابات بعدم التسرع في إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية لحين عد وفرز الأصوات يدويا. وقال المتحدث باسم لحكومة العراقية علي الدباغ ان "الحكومة لن تتراجع عن مطلب العد اليدوي لانه ضروري لاطفاء حالة القلق لدى بعض الكتل السياسية"، مضيفا ان "هناك بعض المحافظات تثار حولها الشكوك والشبهات، ونشدد على اعادة الفرز فيها، مثل بغداد ونينوى وكركوك". واكد الدباغ "مطلب اعادة عملية الفرز يدويا هو مطلب رسمي قدم من الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي"، مبينا ان "هناك اجتماعات بين اطراف الحكومة واخرى جرت مع ممثل الاممالمتحدة والسفير الامرييكي خلال اليومين الماضيين من اجل العمل على ايجاد الية لاعادة الفرز في المحافظات المشكوك بنتائجها". وكان رئيس الجمهورية المنتهية ولايته جلال الطالباني طالب مفوضية الانتخابات في بيان صدر عن مكتبه الاحد الماضي ب"اعادة عمليات العد والفرز لاوراق الاقتراع في عدد من المحافظات العراقية قبل اعلان النتائج النهائية لضمان نزاهة وشفافية نتائج الانتخابات". كما دعا المالكي المنتهية ولايته في بيان له، السبت الماضي، مفوضية الانتخابات الى الاستجابة الفورية لمطالب الكتل السياسية باعادة العد والفرز اليدوي. ومن المقرر ان تعلن المفوضية العليا في العراق عن نتائج الانتخابات النهائية خلال مؤتمر لها يوم الجمعة المقبل . من جانبه أكد فرج الحيدري رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية أن عملية الفرز اليدوي لاستمارات الانتخابات التي جرت في السابع من الشهر الحالي "ضربا من المستحيل". وقال الحيدري في تصريحات صحفية "إعادة الفرز الذي يطالب به رئيس الوزراء نوري المالكي ضربا من المستحيل ولا يمكن أن تجري، إذ إن هذا الأمر يتطلب عملا مضنيا لأكثر من ثلاثة أشهر على الأقل، هذا إذا لم تواجهنا أية مفاجآت أو اعتراضات من الكتل الانتخابية". وأشار الحيدري أن الجهات المعترضة لم تحدد محطة أو مركزا أو مدينة تطالب فيها بإعادة الفرز لأصوات الناخبين ، بل نريد الفرز يدويا لجميع المحطات وفي جميع أنحاء العراق، وهذا مستحيل. وقال الحيدري "الكتل السياسية إذا لم تثق بالفرز الإلكتروني وبأجهزة الكومبيوتر التي لا تعرف الانحياز إلى أية كتلة، فكيف لها أن تثق بالفرز اليدوي الذي يقوم به أشخاص لا نعرف انتماءاتهم". في الوقت نفسه نقلت صحيفة "العالم" المستقلة الصادرة في بغداد عن مسؤول امني فضل عدم كشف هويته ان المالكي عقد خلال اليومين الماضيين اجتماعات متواصلة مع كبار القادة العسكريين المقربين منه، مشيرا الى أن للأمر صلة بالتوتر السياسي الراهن وأزمة الحكومة مع المفوضية. وابدي المسؤول "تشاؤما حيال السيناريوهات المطروحة للتعامل مع الأزمة" التي لم تنته بين المالكي ومفوضية الانتخابات وقال ان هناك مؤشرات على ان "الوضع لا يبشر بخير". وأضاف ان هناك "حرب تجسس على الهواتف" تجري بين الامريكان وأجهزة المالكي حيث "يتسابق كل طرف لمعرفة نوايا الطرف الآخر والتأكد منها".