هدد رئيس الوزراء نوري المالكي أمس باستخدام سلطاته كقائد عام للقوات المسلحة لإعادة الفرز اليدوي بعد أن أظهرت نتائج95% من الأصوات تقدم القائمة التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي علي ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي ب11 ألف صوت. يأتى ذلك وسط الآمال التي علقتها إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما علي السباق البرلماني العراقي ليكون بوابة لعودة الاستقرار للعراق تمهيدا ليوفي أوباما بوعده الخاص بإتمام الانسحاب الأمريكي من العراق بحلول عام2012, فإن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن أوباما. فقد أغرقت النتائج الأولية للانتخابات العراق في حروب كلامية حادة بين السياسيين العراقيين الذين شككوا في نزاهة السباق, ولجأ كل منهم إلي كافة أسلحته لاقتناص الفوز, فوسط تأرجح الفوز بين قائمة المالكي تارة وقائمة علاوي تارة أخري, أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق أن النتائج النهائية للانتخابات العامة في البلاد ستعلن يوم الجمعة المقبل رافضة اعادة فرز الاصوات من جديد. يأتي ذلك في الوقت الذي اشتعل فيه الصراع بين كل من المالكي وعلاوي, فمع فرز غالبية الأصوات, قرر رئيس الوزراء نوري المالكي تخيير العراقيين بين إعادة الفرز اليدوي للأصوات وبين العودة إلي العنف, حيث طالب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس بإعادة فرز الأصوات يدويا للحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني وعودة العنف ونقل بيان عن المالكي قوله نظرا لوجود مطالب من عدة كتل سياسية بإعادة الفرز يدويا, أدعو المفوضية إلي الاستجابة الفورية لمطالب هذه الكتل حفاظا علي الاستقرار السياسي والحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني في البلاد وعودة العنف. وأضاف انه يطالب بذلك من اجل حماية التجربة الديمقراطية بصفتي المسئول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ سياسة البلد وبصفتي القائد العام للقوات المسلحة, كما دعا في حديث تليفزيوني مع قناة الآفاق الموالية له أنصاره إلي التظاهر احتجاجا في مدينة النجف, قائلا إن كتلته سترفض النتائج ما لم يجر الفرز يدويا. وأظهر فرز92% من مراكز الاقتراع تقدما طفيفا لقائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة عراقية بزعامة علاوي علي المالكي. وكانت قائمة علاوي قد طالبت منذ بدء الإعلان عن النتائج بإعادة الفرز مشككة في السباق البرلماني وذلك عندما أظهرت النتائج تقدم قائمة المالكي في8 محافظات كبري بينها بغداد, ورد المالكي علي ذلك بأن الشكاوي المقدمة للمفوضية حول مخالفات لن تتمكن من قلب النتائج. ولكن عندما انقلبت كفة الميزان خلال ال48 ساعة الماضية لصالح قائمة علاوي, طالب احد النواب البارزين في ائتلاف المالكي بإعادة الفرز نظرا للتلاعب الواضح. من جانبه, قال علاوي مشيرا إلي عملية الفرز التي تقوم بها المفوضية العليا للانتخابات: كان عليهم إعلان النتائج النهائية منذ فترة, فقد قلت بعد انتهاء الانتخابات يجب اعتماد الشفافية وإعلان النتائج النهائية بسرعة قبل أن تدب الشكوك في النفوس. وكرر علاوي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الاتهامات التي وجهها في السابق من أن الانتخابات لم تجر بالشكل الصحيح, وأن عشرات الآلاف من الناخبين قد حرموا من حقهم في التصويت. واتهم علاوي منافسه الرئيسي نوري المالكي بالطائفية واستبعد العمل معه في المستقبل ما لم يغير نظرته إلي الأمور كما أكد أنه لن يكون هناك استقرار في العراق دون تحقيق المصالحة بين الائتلافين الرئيسيين. وبينما اشتعلت الساحة العراقية بحديث التزوير, اشتعلت شوارع العاصمة الأمريكيةواشنطن بالمظاهرات المطالبة بالانسحاب من العراق, حيث تظاهر الآلاف من الأمريكيين أمس في الذكري السابعة لبدء الحرب في العراق. واحتشد المتظاهرون أمام البيت الأبيض, رافعين يافطات كتب عليها المال للتوظيف والتعليم, لا للحرب والاحتلال, ورفع متظاهرون شباب توابيت مصنوعة من الورق المقوي مغطاة بالإعلام العراقية والأفغانية إحياء لذكري الضحايا المدنيين في البلدين.