في الحمام العام والقطاع العام مستحيل تداري على شغلك في الحمام العام والقطاع الخاص اللي بيوصل الأول بيخش ما بيئة العمل في مصر إلا مرحاض كبير بنظرة واحدة داخل حمام كبير تشعر أنه لا يختلف كثيرا عن مكان عملك، فهناك علاقة حميمة بين المكانين والفارق الوحيد أن المكان الأول لا يحتاج واسطة من أجل دخوله، وأوجه التشابه هي: إللي ملوش لازمة الشخص الذي يقف بلفة المناديل علي باب الحمام، هو شخص لا يقوم بتنظيفه ولا يقوم بأي مجهود يذكر سوي كلمة طيبة للرايح والجاي، ورغم ذلك يلهف أد كده دون أي إضافة للمكان، وهكذا في كل شركة ومؤسسة وبنك، تجد الشخص المسئول إللي وجوده في الإدارة زي قلّته، ولا يقوم بأي مجهود يذكر بالمقارنة بك، ورغم ذلك مكاسبه أعلي منك وربما منصبه أيضا. إهدار الموارد تشهد الحمامات إهدارا كبيرا للموارد متمثلا في المناديل التي يتم سحبها من البكرة بكثرة تبعا لمقولة أبو بلاش كتر منه، وهكذا في كل مؤسسة كبري في مصر يشكو الموظف من إهدار الموارد علي إعلانات العلاقات العامة، رواتب المديرين الخيالية، والدعاية الكثيرة غيرة المبررة. كثرة الإمضاءات تدخل الحمام من دول تلاقي ورقة معلقة بها أسماء العمال الذين قاموا بالتنظيف والمتابعة، وكل عامل ماضي باسمه في الورقة، وفي أسفل الورقة يوجد إمضاء رئيس الوردية ثم بجانبه المدير الإداري، علي إيه ده كله في تنظيف حمام، وللأسف هذا ما يوجد في القطاع الخاص، ففي كل إدارة صغننة ومسئولة عن حاجة عبيطة يعملها أي خريج جديد، تلاقي فيها إكزاكتف «ده لسه متعين» وسوبر فايزور «ده بيتابع إللي لسه متعين» وماندجر «ده بيتابع السوبر فايزور» وسنيور ماندجر «وده بيتابع الفيس بوك» ثم الزغلول الكبير وهو الدايركتور «وده وظيفته أنه يبببببب قصدي يخنق علي كل من يعملون تحت إيده». الأقدمية في الحمام وصلت الأول يبقي هتخش ع المبولة الأول بغض النظر عن كفاءة وعبقرية الذي يقف خلفك، وهكذا في القطاع الخاص اتعينت الأول يبقي هتمسك منصب الأول، بغض النظر عن كفاءة من يوجد معك، وياريت عزيزي القارئ تنسي الحوار الفاشل بتاع إن القطاع الخاص لا يعترف بالأقدمية والسن والعبط ده، وهاتلي حالة واحدة فيها واحد عنده خمسة وعشرين سنة ومسئول عن شغل وتقييم واحد عنده أربعين سنة. الفضيحة يحاول الشخص أداء مهمته في الحمام بصمت مراعاة للشخص الجالس بجانبه وبينهما حائط غير مكتمل في الأسفل، ولكن عادة ما يفشل الشخص في الحفاظ علي هدوء المهمة ويعلم الآخرين ما يقوم به، وهكذا في القطاع الخاص استحالة تداري علي شغل بتعمله فالنميمة والتسييح علي ودنه ومهما تخبي سنكتشف يا حلو. «وبمناسبة المرحاض ياريت مصممي المراحيض (لو فيه مصممي مراحيض يعني) يكملوا الحائط الفاصل بين الحمامات، مش ظريف أبدا تقعد تعمل حاجة زي دي وجنبك واحد قاعد ومدلدل بنطلونه وبيعمل نفس الحاجة، موضوع مقرف ومحرج». التشطيف وهل التشطيف موجود في الحمامات فقط بعد أداء المهمة، أم يوجد تشطيف شبيه يحدث للموظف من مديره بعد أداء المهمة أيضا. القرف مهما تم الاعتناء بالحمام فدائما ما يشعر الفرد أنها نظافة مصطنعة ورائحة مصطنعة تداري علي القرف الذي يحدث، وهكذا القطاع الخاص فعلي الرغم من زيادة الاعتناء بالمكان واستقدام موظفين مستحميين وبيشربوا نسكافيه إلا أنه يوجد حاجات مقرفة كثيرة يحاولون مداراتها طوال الوقت. الراحة القطاع الخاص والمرحاض، الاتنين بتخرج منهم مرتاح. كلام موظفين: اصبر علي مديرك السو يا يرحل يا تجيله ترقية تاخده.