فيما بدأ الرئيس حسني مبارك وأسرته في حزم الحقائب استعدادا للعودة إلي أرض الوطن قادما من ألمانيا بعد غياب دام نحو ثلاثة أسابيع، قالت مصادر مقربة من مكتب الرئيس ل(الدستور) إن الرئيس اتخذ بالفعل قراره بالعودة خلال الساعات القليلة المقبلة أي في نهاية الأسبوع.. وأوضحت المصادر أن الرئيس كان يريد العودة مبكراً وفي موعد أسبق من هذا التوقيت لكنه امتثل لتعليمات فريقه الطبي الألماني المعالج للاطمئنان علي استقرار حالته الصحية ووضعه الطبي. ولفتت المصادر إلي أن الرئيس قد أكد مجددا أنه لا يرغب في تنظيم استقبالات شعبية أو رسمية لدي عودته، لكنها ألمحت في المقابل إلي أن عودة الرئيس المرتقبة خلال عطلة الأسبوع قد يبثها التليفزيون المصري علي الهواء مباشرة. في غضون ذلك، لاحظت مصادر دبلوماسية غربية ل(الدستور) أن امتناع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن التعليق عن الحالة الصحية للرئيس هو مؤشر علي اطمئنان الولاياتالمتحدة لوضعه الصحي. وقال دبلوماسي غربي مخضرم في القاهرة طلب من «الدستور» عدم تعريفه «المدهش إن واشنطن التزمت الصمت ولم يصدر عنها أي تعليق بخصوص صحة (الرئيس) مبارك، في تقديري هذا يعني أن الأمريكان لديهم ثقة واطمئنان فيما يصدر من إعلانات رسمية عن وضعه الصحي من الجانب المصري». ولفت إلي أن الصمت الأمريكي غير معتاد عندما يتعرض زعيم دولة تربطها مصالح كبري مع الولاياتالمتحدة لغياب بسبب المرض أو لخضوعه لعملية جراحية تستدعي بقاءه في الخارج للعلاج لمدة طويلة، مشيرا إلي أن إدارة أوباما سبق وأن علقت قبل أسابيع علي الحالة الصحية للرئيس النيجيري وطالبت حكومته بإبلاغها بحقيقة وضعه الطبي. وأعربت حكومة أوباما عن قلقها بشأن الاستقرار السياسي في نيجيريا، وقالت إنها رغم ترحيبها بعودة الرئيس المعتل عُمَرُ يار أدوا، إلا أن البلاد بحاجة إلي «رئيس قوي ومؤثر» يتحمل المسئولية. إلي ذلك علمت (الدستور) أنه ليس صحيحا أن جمال مبارك نجل الرئيس والقيادي البارز في الحزب الحاكم قد عاد سرا إلي القاهرة قبل يومين فقط، حيث أكد مرافقون للرئيس في ألمانيا هاتفيا ل(الدستور) أن نجل الرئيس ما زال برفقة والده في ألمانيا مع بقية أعضاء العائلة. وأوضح هؤلاء أن عائلة الرئيس لم تتركه لحظة واحدة لكنها في المقابل تفادت أي ظهور اعلامي منعا لتأويله. وأضاف مسئول بارز ل(الدستور) «في إطار الرحلة العلاجية للرئيس، كان القرار هو حجب الأسرة إعلاميا، منعا للمزايدات السياسية والإعلامية، المهم كان هو صحة الرئيس وتحسنها». واستطرد قائلاً «كأي أسرة مصرية أصيلة وعادية، تعاملت أسرة الرئيس مع قصة مرضه، كان همها الرئيسي الاطمئنان علي صحة الرئيس وراحته».