أحاول أن أضع نفسي دائماً مكان الآخرين وأسأل ماذا أفعل لو كنت مكانهم ربما أجد حلاً آخر، ورغم ذلك فإننا نظل ننظر إلي أنفسنا باعتبارنا مثاليين حتي نمر بالتجربة ونكتشف أننا غالباً لسنا كذلك.. أتابع الأستاذ الإعلامي الكبير «حمدي قنديل» ونضاله الدائم من أجل أن يصل فكره إلي الناس، ولهذا ينتقل من هنا إلي هناك ثم يعود مرة أخري إلي هنا، ثم ينطلق إلي هناك ثم يعود إلي هنا وهكذا وكأنه يردد مقولة الكاتب الكبير «عبدالرحمن الخميسي» التي تلخص حال المثقف العربي «عشت لا أعزف ألحاني بل أدافع عن قيثارتي».. وأخيراً وجد «حمدي قنديل» قيثارته المفقودة شاهدته قبل نحو أسبوعين في حلقة أطلق عليها اسم «مع حمدي قنديل» المفروض أنه برنامج لكنها صارت حتي الآن حلقة يتيمة صورها مع مدير شرطة دبي الفريق «ضاحي خلفان».. عندما قرأت أن الأستاذ «حمدي سيعود إلي مشاهديه عن طريق قناة «دريم».. اتصلت به للتهنئة لم يكن سعيداً قلت له علي العكس أنا أشعر بأن إجراء حوار من خلال «حمدي قنديل» سيصبح بالتأكيد نقلة نوعية مختلفة وهي ليست مختلفة تماماً لأنك طوال مشوارك الإعلامي نصف قرن وأنت تجري أيضاً حوارات داخل برنامجك ولأن فن الحوار يتيح للمحاور أن يعلن أيضاً عن أفكاره في السؤال وطريقة صياغته تشير إلي التوجه ولهذا انتظرت أن أري «حمدي قنديل» لأكون معه.. فالمقصود أننا مع حمدي وليس فقط ضيفه في الاستديو ولكني لم أجد نفسي هذه المرة معه.. ولا أحد يدري بمن فيهم «حمدي» موعد الحلقة الثانية لماذا يعد إذن وهل هذه هي العودة.. شرح «حمدي قنديل» في مقالة له أنه تلقي اتصالاً هاتفياً من «زكريا عزمي» يؤكد له أن الدولة لم تتخذ أي إجراء ضده ولم تتحرك لإغلاق القناة الليبية والتي كانت تذيع برنامجه بعد انتقاله من دبي وهي أيضاً أي الدولة لم تتدخل لإيقاف برنامجه «قلم رصاص» قبلها في دبي.. ولكن أليست هي الدولة نفسها هي التي دفعته لكي يترك التليفزيون المصري بعد أن ضيقت الخناق عليه فهي التي استدعته وهي التي أغلقت أمامه أبواب الحرية.. هل يستطيع أن يتنفس «حمدي قنديل» خارج حجرة الدولة؟ فإذا كان التليفزيون هو الحجرة فإن القنوات الخاصة تبدو وكأنها بلكونة ملحقة بالحجرة تابعة أيضاً للدولة.. «أحمد بهجت» صاحب «دريم» ليس بعيداً عن هيمنة الدولة.. ولهذا فإن «حمدي قنديل» لا يزال يبحث عن قيثارته؟!