في إطار التحضير للاحتفال بالذكرى الثانية لثورة يناير اختارت هبة حلمي الفنانة التشكيلية أن يكون إسهامها في الاحتفال توثيق أحد أهم معالم الثورة المصرية المصرية وهو فن الجرافيتي. فقد أعدت حلمي كتابها "جوايا شهيد" ليكون جاهزا للنشر في الخامس والعشرين يناير "ليس كجزء من الاحتفال بذكرى الثورة وفقط ولكن كمساهمة بسيطة في محاولة إحياء الثورة التي لم تنتهي بعد والحفاظ عليها أيضا" على حد تعبير هبة حلمي. وقبل يومين من الذكرى الثانية لانطلاق الثورة وفي مساء يوم الثلاثاء 22 يناير يعقد حف توقيع الكتاب بمقر دار عين الناشرة للكتاب. الكتاب الذي شغلت صور الجرافيتي أغلب صفحاته ولم تترك للكلمات سوى هامش ضيق يستعرض تطور جرافيتي الثورة منذ ما قبل اندلاعها بقليل وحتى وصول الاخوان المسلمين للحكم.
حاول الكتاب الربط ما بين تطور فن الجرافيتي وتطور الأحداث. موضحا سرعة مواكبة فناني الشارع للأحداث. كذلك ألقى الضوء على التطور التقني والفني للجرافيتي. كذلك العلاقة بين الحالة السياسية والأمنية وبين الجودة في الصورة كما توضحها الكاتبة "عندما تكون السيطرة للمتظاهرين تكون الفرصة مواتية لرسم الجداريات الكبيرة المتقنة. ولكن عندما يكون رسام الجرافيتي تحت الضغط الأمني والملاحقة يظهر الفن المخطوف المتعجل".
فن الجرافيتي كما تصفه الكاتبة هو الفن الزائل هو بحد ذاته يعبر عن الصراع الدائر على الجدران بين الثورة والسلطات المتعاقبة "مبارك.. العسكر.. الإخوان" تزيل أيدي النظام الصورة التي تفضحه. فتسارع أيدي الثوار لرسم صور جديدة.
ترسم أيدي النظام صورا تحتل بها الجدران فتزاحمها صور الثوار التي تسخر من ركاكة جرافيتي النظام. يبني النظام جدرانا خرسانية لخنق ميادين الثورة فيحول فنانو الجرافيتي هذه الجدران لفضاء جديد للتعبير عن الثورة في صراع ممتد بين السلطة والثورة وبين الثورة والثورة المضادة. وفي الوقت الذي ينشغل فيه فنانو الجرافيتي بهذا الصراع عن حفظ وتوثيق فنهم يحاول كتاب "جوايا شهيد الإمساك بالصورة التي تعلو جدران الثورة قبل أن يمسحها النظام.