حادث قطار في الهند يودي بحياة 15 شخصا.. توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا    7 معلومات عن الطيار حسن عدس المتوفى بعد الهبوط في جدة.. «مكملش 40 سنة وغير متزوج»    مع بداية موسم عيد الأضحى.. سحب 3 أفلام من دور العرض السينمائي    محافظ أسوان يتفقد المطعم السياحي متعدد الأغراض بعد التطوير    الخارجية الإيرانية: بيان الترويكا الأوروبية بشأن البرنامج النووي الإيراني لا قيمة له    جندي إسرائيلي يتخلص من حياته بعد عودته من الحرب في غزة    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة على وسط غزة    حسم موقف سيرجو روبيرتو من الرحيل عن برشلونة    بعد قرار كولر.. الأهلي يفتح باب الرحيل أمام أليو ديانج للدوري السعودي    استقرار أسعار الفاكهة بسوق العبور اليوم 17 يونيه    «الأرصاد»: انخفاض في درجات الحرارة.. العظمى على القاهرة 37    ملفوف في سجادة.. تفاصيل العثور على جثة شاب مقتولًا في البدرشين    انتقاما منه.. تفاصيل إضرام سيدة النيران في شقة زوجها لزواجه في الوراق    ثاني أيام العيد.. سيولة بميادين القاهرة والجيزة    إصابة عامل بحروق أثناء تنظيف المنزل بمادة بترولية بجرجا فى سوهاج    «الإسكان»: جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد ينفذ 1384 مشروعاً بحياة كريمة    اليوم.. قصور الثقافة تستعيد ذكريات الثمانينيات والتسعينيات في حفلات مجانية بالسامر والقناطر    إعلام فلسطينى: قصف إسرائيلى يستهدف المناطق الجنوبية لمدينة غزة    ما حكم ذبح الأضحية ليلًا في أيام التشريق؟    «المحلاوي» عن يوم «القر».. من أعظم أيام الله ويستجاب فيه الدعاء (تفاصيل)    جامعة القاهرة تستقبل 3079 حالة طوارئ وتُجري 371 عملية خلال عطلة العيد    الخشت يتلقى تقريرًا حول أقسام الطوارئ بمستشفيات قصر العيني خلال العيد    معيط: تخفيف أعباء الضريبة عن محدودى الدخل من العاملين بالدولة والقطاع الخاص    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 17 - 6 - 2024 والقنوات الناقلة    الجونة يستضيف البنك الأهلي لمداواة جراحه بالدوري    فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية    تشكيل الزمالك المتوقع أمام المصري في الدوري    أسعار العملات في البنوك اليوم الاثنين 17-6-2024    مصادر فلسطينية: القوات الإسرائيلية تقتحم مخيم عقبة جبر في أريحا ومدينة قلقيلية    تشكيل الإسماعيلي المتوقع ضد إنبي في الدوري المصري    فرنسا ومبابي في اختبار صعب أمام النمسا في مستهل مشوار يورو 2024    الدولار يسجل 47.75.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم    المنيا تسجل حالة وفاه جديدة لحجاج بيت الله الحرام    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    بينها دولتان عربيتان.. 9 دول إسلامية تحتفل بأول أيام عيد الأضحى اليوم    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    انخفاض أعداد الموقعين على بيان مؤتمر أوكرانيا الختامي ل82 دولة ومنظمة    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    وزير الداخلية السعودي يقف على سير العمل بمستشفى قوى الأمن بمكة ويزور عدداً من المرضى    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أم عمر طاهر تكتب
نشر في الدستور الأصلي يوم 21 - 03 - 2010

كنت سأكتب عن أمي بمناسبة عيد الأم، ثم قررت أن أترك أمي تكتب عني، فقد تذكرت خطابًا أرسلته لي أمي منذ فترة كنت وقتها عازبًا مشتتًا بلا بوصلة، طلبت منها أن تكتب لي ما قد يساعدني علي أن أعرف نفسي، طلبت منها رسالة تعيد الضوء الشارد إلي روحي، أمي لم تخذلني وأرسلت لي هذه الرسالة مدعومة بحلة محشي وبعض البوفتيك، كنت أود أن أشاركك فيها يا صديقي لكن صدقني.. رسالتها كانت أطعم بكتير.
كل سنة وأنتِ طيبة يا ست الحبايب.. وصلت رسالتك التي أعود إليها كل فترة كما تعود السيارة إلي التوكيل، أستأذنك في نشرها، تعرفين جيدًا لكن صديقي القارئ لا يعرف أنني لم أتدخل في هذه الرسالة بالحذف أو التصحيح..لذا وجبت الإشارة.
«ابني الغالي: منذ فترة ليست بقصيرة وأنا تحدثني نفسي بالكتابة إليك، وكانت دوامة الحياة وضغوط الأعباء تأخذني إلي أن طلبت أنت مني أن أكتب لك وتكرر ذلك منك، فشعرت أنك في حاجة لي وفي حاجة لمن يفتح عليك النافذة ليتسلل إلي روحك الضوء الشارد، وأنا أشعر بك فقد طالت وحدتك وتعمقت غربتك عنَّا وأراك تصارع أمواج الحياة بمجداف واحد فتصرعها أحيانًا وتقسو عليك أحيانًا، وقلبي يتابع ذلك خائفًا يلهث بالدعاء ويتوسل لله العزيز القدير أن يقويك روحًا وبدنًا.
عمر.. لقد تجاوزت الثلاثين، كنت أحلم أن تكون معك زوجة حنون تستقبل معك العام الجديد وابتسامة طفل وليد تشعل لك الحياة بهجة، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ومازال حلمي يولد كل يوم في انتظار أن أراه حقيقة.
عمر الحبيب.. ماذا تريد أن أقول لك؟ وهل عندك الشجاعة الكافية لكي أواجهك بما أراه تقصيرًا؟ هل تتحمل أن أكشف لك بعض أغوار نفسك؟ إذا كان كذلك فافتح لي صدرك وخذ شهيقًا ثم زفيرًا لتزيح عنك مارد التنشنة والغضب.
البداية طفل وليد مخملي الملمس، بشرة بيضاء يشوبها لون وردي يضفي جمالاً وأناقة وبريقًا لطفل وليد علي غير العادة، ففي غالب الأحوال يكون الطفل غير واضح الملامح غير محدد الألوان، لكن ملامحك كانت مستبانة ومحددة تبشر بطفل أشقر مما أدخل في قلبي من أول نظرة أنك مختلف.
الطفولة معك لها طعم خاص ربما لأنك البكري بما فيه من دهشة ومتعة وانبهار، وربما لأنك كان بك شيء يجذب القريب والغريب من أول نظرة، وكانت بك براءة تقربك من الصحيح في اتخاذ قراراتك الصغيرة الطفولية فتعطي انطباعًا أنه فيك شيء لله كما كان يقول جدك - رحمه الله.
وكنت طفلاً قليل الكلام كثير العمل (اللعب)، وكنت تبدو دائمًا في حالة تفكير مع نفسك تجوب الأماكن بإصرار تبحث عن أشياء في عقلك الصغير، كنت تعصانا في حياء وبدون إعلان.
كبرت وصرت في السادسة فكبر معك بحثك عما تريده أنت وليس ما نريده نحن، وزاد صمتك مع كثرة حركتك وكبر عنادك، حقا كنت طفلاً عنيدًا في صمت متمردًا في هدوء، كان يدور في رأسك أشياء لا نفهمها، متقلب المزاج تفاجئنا أحيانًا بنوبة من المرح الجميل وأخري تمتلئ فيها بالغضب الساكن الذي تزداد حدته عندما يسألك أحد، (مالك يا عمر؟!).
فرحت وشعرت كأم بالفخر عندما وجدت في كراسة المدرسة وعمرك سبع سنوات عبارات أقرب إلي الشعر النثري تتساءل فيها:
لماذا البرد في الصيف؟
ولماذا الحر في الشتاء؟
ولماذا السهر حتي الصباح؟
ولماذا النوم حتي المساء؟
وكانت هذه أولي تجاربك في التعبير عن أحاسيسك والإمساك بمتناقضات الحياة.
أما المراهقة فتحتاج إلي مجلدات، لكنها كانت تتميز بالعناد الشديد والحساسية المرهفة والحرص الشديد علي الخصوصية والتقلب السريع في الميول والاهتمامات وشعور عارم بالتفرد والتميز وحنان ورقة لا يعلنان عن وجودهما ولكنني كنت أحسهما دائمًا.
كنت تستمع إلي نصائحي وكلامي بكل اهتمام فيبدو لي أنك استوعبت ما أقوله وعزمت علي تحقيقه، ولكنك كنت تنفذ في النهاية ما عزمت أنت عليه وما يدور في رأسك فقط وكأن شيئًا لم يكن.
كنت ومازلت مخلصًا مع من تحب وبدون فخر أو منٍّ علي من تحب بذلك، تحب بعمق وتكره بدون أسباب منطقية ولكن مرجعها مشاعرك فقط.
منذ طفولتك وحتي اليوم تنفق ما لديك ببذخ وتسخر ما تملكه لمتعتك ومتعة من حولك حتي وإن كان لا يستحق، حتي أصبحت النقود لديك لا قيمة لها ولا يوجد لديك ميزانية أو أولويات، فما ملكته اليوم هو لمتعة هذا اليوم.
كرهت منذ صغر سنك وحتي اليوم القيود أيًا كان نوعها أو مصدرها فتوغلت في الحرية وتعمقت في المحافظة عليها وكرست لها جهدك.
أحمد لك احترامك لنفسك واعتزازك بشخصك وسعيك في المحافظة علي نجاحك، ومع هذا فالحياة لا تؤخذ بحد السيف، فلابد أن تسرقها مرة وتستأذنها أخري، وتهادنها مرة وترغمها أخري، وخد بالك من نفسك.
ماما


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.