تشهد رفح المصرية أزمة وقود طاحنة هذه الأيام لم تشهدها من قبل نتيجة عمليات التهريب التي تتم إلى قطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية بين الجانبين. وتسببت الأزمة في اصطفاف العشرات من السيارات والشاحنات أمام المحطات لمسافة 400 متر حتى وصلت مما تسبب في عرقلة الحركة المرورية على الطريق الرئيسي بالمدينة . ويقول السائقين أن سبب الأزمة الحالية هو تزايد الكميات المهربة إلى قطاع غزة من خلال الإنفاق الأرضية بالإضافة إلى تهريب كميات أخرى من المواد البترولية للسوق السوداء بمعرفة أصحاب المحطات. ويطالب السائقين بسرعة إغلاق الإنفاق وتفعيل دور رجال التموين للمراقبة على المحطات إنهاء هذه الأزمة .
وارجع المسئولين بشمال سيناء أسباب الأزمة الى قلة كميات الوقود التى تصل المحافظة وانخفاضها للنصف تقريبا.
وقال مسؤول تمويني بالمحافظة أن مديرية التموين تسعى حاليا لتأمين توزيع الوقود بعدالة في المحطات لمنع تسرب السولار والبنزين الى السوق السوداء .
وأضاف أن ظاهرة انتشار شراء الوقود بالجراكن أمام محطات الوقود وتزاحم السيارات تسبب في تفاقم الأزمة .
ويقول أسامة عامر محاسب ببنك التنمية: أنه انتظرت أربع ساعات امام محطة الوقود وفي النهاية حصلت على 20لتر بسعر مضاعف غير السعر المحدد.
وقال أنه فى أحيان كثيرة يتم غلق المحطة والامتناع عن البيع أو بدعوى وجود عطل بالمحطة.
وطالب بضرورة وجود رقابة تموينية بالتعاون مع الجيش للسيطرة على عمليات تهريب الوقود. وأضاف محمد عبد الحميد أنه كثيرا ما تحدث المشاجرات والمشادات بين السائقين بسبب عدم الالتزام بالدور لافتا على أنه بسبب انتشار ورواج تجارة السوق السوداء بالمدينة فقد تراوح سعر صفيحة السولار 20 لترا ما بين 35 جنيها و45 جنيه .
ويؤكد السائق موسى عبيدالله أن تجار السوق السوداء يقفون على الطرق الرئيسية لبيع الوقود علنا لأصحاب السيارات بأسعار مرتفعه دون أن يعترضهم أحد، متعجبا من كيفية تركهم هكذا بدون محاسبة. وقال محمد النمر مدرس وفريد جبر موظف أن العشرات من أصحاب السيارات يضطرون للمبيت داخل سياراتهم في انتظار وصول سيارة وقود لتموين سيارتهم.
وأضاف أن العديد من السيارات التي تعطل علي الطرق بسبب نفاد الوقود تتعرض للسرقة ولا أحد يقدر علي فعل شيء في ظل الغياب الأمني الغير مسبوق بالمدينة ويقول مسؤول تمويني بالمحافظة أن حصة المدينة من الوقود انخفضت بشكل ملحوظ مرجعا تصاعد الأزمة لهذا السبب، إضافة إلى غياب الرقابة من قبل مباحث التموين على محطات الوقود الأمر الذي أدى إلى استفحالها، مشيرا إلى أن البعض من أصحاب محطات الوقود يقومون ببيع جزء من حصتهم لتجار السوق السوداء بأسعار مرتفعة.