أبدى الفنان صلاح السعدني سعادته الكبيرة بنجاح مسلسل "القاصرات" والذي يعرض في رمضان الجاري، مشددا على أن دوره أشعره ب"القرف والغثيان". وقال السعدني -في حواره مع جريدة الشروق- اليوم (الإثنين): "عندما قرأت الحلقة الأولى للمسلسل تعرضت لصدمة شديدة وأصبتُ بالرعب من القسوة التي تظهر بها شخصية "عبد القوي"، لكن خطورة قضية زواج البنات الصغار وأهميتها هو ما جعلني أتحمس للموافقة على المسلسل دون تردد، خصوصا أن والدتي تزوجت وكان عمرها 12 عاما، وهذه كانت عادة في الريف المصري". وأضاف: "القضية هي التي لفتت نظري في البداية لأن هذا الرجل "البهيمي" أحلّ ما حرمه الله، ورغم أنني لست فقيها في الدين ولكنني مقتنع أن انتهاك براءة الأطفال حرام، فنحن نقدّم في هذا المسلسل موضوعا خاصا للأسف له من يدافع عنه في المجتمع، ولا يجب أن ننسى أن العام الماضي حصلت مناقشات في لجنة إعداد الدستور الذي عطلته ثورة 30 يونيو حول مسألة زواج الفتيات في سن صغيرة، فهل يعقل أن تتزوج فتاة في عمر 7 سنوات". وتطرق الفنان الكبير للمشهد الذي توفيت خلاله الطفلة ملك زاهر، والتي كانت إحدى "القاصرات" التي تزوجها "عبد القوي"، مشددا: "هذه الطفلة تحديدا كنت أشعر بالغثيان كلما اقتربت منها، فوجهها كالبدر وهي أصغر من أحفادي، ففي اللحظات التي كان يطلب مني المخرج أن أتحسس وجهها وشفتيها، كنت أصاب بحالة من القرف من نفسي، خصوصا عندما أتخيل أن هذا الرجل سيفترس هذه الطفلة التي لا ذنب لها، وبشكل عام أنا تعبت نفسيا في تنفيذ هذا العمل". وتابع: "مع كل التسهيلات التي قدمتها المؤلفة تبقى أمامي أن الشخصية شديدة القسوة والقبح، ولأني أريد الجمهور أن يشاهد المسلسل ولا ينفر من هذه الشخصية وجدت أنني مطالب بعد هذه الخبرة الطويلة أن أبحث عن وسيلة أمرر بها هذه الشخصية القبيحة للمشاهد ليكرهها دون أن يكره صلاح السعدني، وهذا أخذ مني جهدا كبيرا، كما تعمدتُ أن أبتعد عن المبالغة في نطق اللهجة الصعيدية". وحول تجربة التمثيل مع فتيات صغيرات، أشار: "التمثيل مع بنات شديدات البراءة جعل التجربة بكرا ونقية، ولهذه الأسباب المسلسل وصل للمشاهد، فلا يوجد تكلّف في التمثيل على الإطلاق، هؤلاء الفتيات الفنانات كان لهن حضور طاغٍ ودخلن قلب المشاهد، لذلك كانت تجربة التمثيل معهن ممتعة".