السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عندي ولدان وبنت، ابني الأوسط من يوم ما اتولد وهوّ مغلبني وهو من عمر 11 شهر شقي جدا، وهو في الحضانة كان شقي جدا، وهو في عمر 14 وأنا باكلمه وقع منه دفتر ورق سجاير لف، عمري ما تخيلت أنه يكون بيشرب سجاير ملفوفة، وطبعا دي بيتحط فيها حشيش، وقبل هذا اكتشفت إن الفلوس بتختفي من جيبي، واكتشفت إنه هو اللي بياخد الفلوس، واتكلمت معاه وسألته ليه كده قال مش عارف أنا لما باشوف الفلوس في جيبك بمد إيدي وآخد بس مش باخد من أي مكان تاني. غلبت معاه قعد فترة كبيرة على كده، وديته لطبيب نفسي قالي لا تخافي ده عادي ومش إجرام في دمه، ولحد دلوقتي وصل 19 سنة، كل فترة اكتشف إنه في فلوس نقصت من جيبي المشكلة مش في دي؛ المشكلة إني اكتشفت إنه فعلا بيشرب حشيش ويمكن كمان بياخد برشام، أنا ظروفي الصحية لا تسمح إني أراقبه أو أعرف أخباره خارج المنزل، لأني عاملة أكتر من عملية ومش باخرج من البيت إلا للدكاترة أو المستشفيات. أنا دايما باتكلم معاه لكن هو دماغه لوحدها وتفكيره لوحده ومش بياخد بأي رأي تاني، وهو دلوقتي في الجيش، ولما نزل إجازة وجدته بيطلع فوق السطوح، وطبعا أنا عارفة إنه بيشرب حشيش، أنا ماتكلمتش معاه في الموضوع ده، هو بجد تاعبني جدا، ومش عارفة أعمل إيه معاه. هو مثال للولد الفاسد؛ لأني كمان اكتشفت إنه بيشوف مواقع إباحية، أنا بجد تعبانة جدا ومش عارفة أعمل إيه، مرة طلعته من البيت وقلت له ماتجيش هنا تاني، ولكن أنا قلبي ضعيف جدا، وخرجت وراه ورجعته تاني، أرجوكم أفيدوني.. أعمل إيه؟ ولكم شكري
MNAL169
أختي الكريمة، شفاك الله وعافاك وأتم عليك صحتك، ولدك يتصرف تصرفات منحرفة وهذا واضح؛ فالسرقة المستمرة، وشرب الحشيش ومشاهدة المواقع الإباحية كلها تشير لذلك، والحقيقة أن سبب انحراف الأبناء يكون لسببين في الغالب: الأول هو قصور في التربية منذ الصغر أدت لضعف الوازع الديني، ومراقبة النفس، وكذلك عدم وجود قدوة جيدة في الأسرة وغياب الأب من الناحية النفسية والوجدانية والتربوية؛ فالأبناء الذكور تحديدًا يحتاجون بشكل أساسي لرعاية أبوية؛ تجعلهم يتعرفون على رجولتهم التي تتمثل في الشهامة، والمسئولية، والصدق، إلخ. كل ذلك يؤدي إلى دخول الابن مرحلة المراهقة التي تتميز في الأساس بدرجة من التهور والاندفاع، وبداية التعرف على المساحة الجنسية، وهنا يكون دور الأب في الاحتواء والصداقة والتوجيه والحسم الناضج في غاية الأهمية؛ حتى تمر مرحلة المراهقة بأقل خسائر ممكنة؛ ويعود الابن لما تربى عليه من قيم في صغره قبل مروره بمرحلة المراهقة. أما السبب الثاني فهو يرجع للمساحة المَرضية، وهناك ما يعرف باسم اضطراب الشخصية؛ واضطراب الشخصية ليس مرضا نفسيا ولا مرضا عقليا، لكنه سلوكيات سيئة تكيفت بشكل سيئ مع الشخصية منذ طفولتها خصوصا مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة أي في بداية عمر التاسعة أو العاشرة؛ حيث تظهر على الابن تصرفات غير مقبولة على مستوى المجتمع، وعلى مستوى الأخلاق. وبسبب عدم وعي الأهل لهذا الاضطراب بشكل متخصص؛ فهم يتصورون أنها تصرفات ستنتهي وحدها أو حين يكبر! والحقيقة تكون العكس تمامًا؛ حيث تزداد تلك التصرفات وتتطور وتكبر مع شخصية الابن كلما كبر في عمره، وتصبح السيطرة عليه أقل، وتصبح التصرفات أكثر خطورة، لدرجة أن صاحب اضطراب الشخصية لا يصدق أبدًا أنه مريض، أو أن لديه مشكلة؛ فهو هكذا منذ أن عرف نفسه وهو بتلك الخصال! وكذلك يتأقلم من حوله على طباعه السيئة ويظنون أنه هكذا، والحقيقة أنه مريض باضطراب في شخصيته منذ صغره ويحتاج لعلاج، وما تحدثت عنه من تصرفات ولدك يشير بدرجة لا بأس بها بأنه لديه سمات، أو قد تصل تلك السمات لدرجة الاضطراب في الشخصية لديه. لذا فالذي سيحسم الأمر ويقرر ما يعانيه بالفعل ولدك هو الطبيب النفسي، فلا بد من عرضه على طبيب نفسي، ولتجعلي هذا الاقتراح يقوم به شخص آخر غيرك، يكون على درجة من الود معه، ولا يحدثه بأنه مريض نفسي؛ لأنه سيرفض كونه مريضا نفسيا ، ولكن مثلا يقول له إن لديك مشكلات مع ناس تحتاج لاستشارة الخبراء، وأنا أيضا أريد أن استشير خبير في مشكلاتي فلنشجع بعضنا على هذا، أو أي طريقة لطيفة دبلوماسية، وحتى يحدث ذلك أتمنى منك الآتي: * التوقف تماما عن الوعظ واللوم والتقريع. * حاولي أن تفهميه وتنصتي له وتسمعي أفكاره. * حاول أن تقومي بدورك الحقيقي الذي لا يتطلب منك متابعته في الخارج، أو الخروج خلفه والتجسس عليه، فكل هذا لن يفيد، بل سيؤزّم العلاقة أكثر، ولكن اقترب منه كصديق يشاركه الحياة، يستمع لأحلامه، ويوجهه بشكل لطيف. * إذا تعذّر هذا القرب من ناحيتك فلا مانع من البحث عن شخص آخر يقوم بهذا القرب ويوجهه بشكل يقبله وتثقي أنت بحكمته. * لا تجعل قلبك ضعيفا فتضره أكثر مما تنفعه، فمع القرب والصداقة معه كما اقترحت، فلا بد من وجود حسم واضح وحديث حول العقاب الذي سيحدث إن سلك مسلكا غير مقبول، واستعدي لتحمل بعض الفضائح؛ لأن تأكده من خوفك من الفضائح يجعله يتمادى ولا يوقف نفسه، فتوضيح الأمور وما سيحدث منك حين يقع في الخطأ يجب أن يعلمه مسبقا حتى يتم تنفيذه بمنتهى الحسم لو وقع. ولكن أكرر أنه يحتاج لمتابعة نفسية متخصصة حتى يستقيم إن شاء الله ولا تنسيه في الدعاء دومًا، وفقك الله تعالى.