التقى الكاتب إبراهيم أصلان بقرائه السكندريين أمس (السبت) في ندوة بعنوان "عالم أصلان"؛ وذلك في إطار فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، وبرعاية منتدى إطلالة الأدبي السكندري، وشهدت الندوة حضوراً جماهيرياً مكثفاً. أدار الندوة القاص وسيم المغربي، عضو منتدى إطلالة الأدبي، الذي قام بعرض مقدمة بسيطة عن أعمال الكاتب وعالمه الأدبي؛ بالتحديد كالأماكن والشخوص. بدأ الكاتب إبراهيم أصلان حديثه عن بدايته الأدبية والشهادة الوحيدة التي حصل عليها، وهي الابتدائية، وبعدها لم يوفّق في أي دراسة، وأشار إلى تأثير المدة الطويلة التي قضاها في العمل في هيئة البريد على أعماله مثل "وردية ليل"، وتحدّث عن بداية تعرّفه على عالم القراءة الذي حدث بالصدفة حينما سأل أحد الأصدقاء عن الطريقة التي يصبح بها كاتباً؛ فأجابه الصديق بأنه يجب أن يقرأ ومن يومها لم يتوقف عن القراءة. وفي بداية تعرّفه على عالم "تشيكوف" القصصي قرأ قصة "موت موظف"، وبعد انتهائه منها أدرك أن هذا هو الإطار الذي يلائمه ومن لحظتها بدأ كتابة القصة القصيرة. وأشار الكاتب لواقعة الكاتب السوري "حيدر حيدر"، وروايته "وليمة لأعشاب البحر" التي اختارها أصلان للنشر في سلسلة تتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأضاف أنه اختارها دون قصد منه بأن يقوم العمل بعمل صدام مع الدين، واكتشف أن مَنْ قدم الشكوى ضده والطلاب المتظاهرين ضد الرواية لم يقرأ أحدهم الرواية. كما تحدّث الكاتب عن تفاصيل قصصه وعوالمه البسيطة التي يراها تفاصيل عادية جداً، وتفاصيل يومية يُعرّفها بكونها الوجود الحقيقي، والكاتب الجيّد هو من يستطيع أن ينسج من تلك التفاصيل أشياء جمالية وإنسانية. ووصف أي كاتب شاب يكتب دون أن يقرأ من سبقوه، بالكتابة في الهواء الطلق، وهم لن يخترعوا الكتابة، وهذا يستحيل حدوثه، وهم الخاسرون دائماً. ثم انتقل الكاتب في الحديث إلى روايته "مالك الحزين" التي استغرق في كتابتها إحدى عشر عاماً، وأشار إلى حصوله على منحة تفرّغ لكتابتها مدتها سنة، وعند حصوله عليها كان الشرط أن يكتب رواية؛ فقرر كتابة "مالك الحزين" التي يراها جاءت عن طريق المصادفة. ثم تحدث عن تجربة انتقاله من إمبابة إلى المقطم، وأشار إلى أن إحساسه بإمبابة لم يتغير أبداً؛ لأنه أصبح مكتظاً من التجربة، ومازال أهله يقطنون إمبابة. وختمت الندوة بتوقيع أعماله للحضور الكثيف.