الأمثال الشعبية تمثّل جزءا كبيرا من ثقافة وفلسفة أي شعب؛ خصوصا الشعب المصري الذي يعدّ من أكثر الشعوب العربية استخداما للأمثال، ولكل مَثَل مناسبة يُقال فيها، فيختصر فلسفة أو حكمة حياتية، بعض الأمثال من ورائها حكاية، والبعض الآخر استُخلص من حديث شريف أو قدسي وتحوّر بمرور الزمن. ولأن كثيرا منّا لا يعلم أصل الحكاية؛ فكّرنا في الرجوع بالزمن لنبحث عن أصل الحكاية. "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك" يدعونا هذا المثل إلى حفظ اللسان عن لغو الحديث، فعلى كل إنسان ألا يتكلم بأي كلام فارغ قد يوقع به بين الناس دون قصد، وقد يُفقد الإنسان وقاره وهيبته، أو قد يُفشي به سره أو أسرار الآخرين. وتعتبر الحكمة التي يدعونا إليها المثل مأخوذة من آيات قرآنية هي: قال تعالي: "ما يَلفظُ مِنْ قَولٍ إلاَّ لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ"، و"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ". ومأخوذة أيضا من أحاديث نبوية شريفة هي: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عليه عورته"، و"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، و"من حسن إسلام المرء ترْكه ما لا يعنيه إلى ما يعنيه"، و"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". وبذلك نجد أن حفظ اللسان من فضائل الإنسان، وصيانة له ولكرامته، وخيانة اللسان من النقم التي تعرضه للإهانة أمام الناس، وتهدر كرامته. وبمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، نحب أن نقول للجميع "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك"، فلا تغتب أحدا، ولا تفشِ سر أحد، ولا تنقل كلاما ينشر الكراهية بين الناس ورمضان كريم!