- لم يخطئ المثل الذي يقول " لسانك حصانك.. ان صنته صانك.. وان خنته خانك " وفي الأحاديث النبوية الشريفة قول لرسول صلي الله عليه وسلم " من دفع غضبه رفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عليه عورته " وفي قول آخر لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".. أما الامام الشافعي رضي الله عنه اذ قال " لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات.. وللناس ألسن " معني ذلك أنك كما تدين تدان، فعليك أن تحفظ لسانك ولا تتحدث عن عيوب الناس حتي لا تتفتح عيوبك.. " هذه المقدمة مفادها أنها تدعونا الي ضبط النفس، فليس مطلوبا منا أن ينفلت اللسان في حوار أو معاتبة أو مشاجرة أو نقد نريد به انتقاد أحد فنرميه بالسباب ونحن لا ندرك ماذا ستكون النتيجة.. قد تكون عصبيا وتتوتر أعصابك عندما تغضب فتدفع ثمن غضبك في وصلة سباب لشخص وأمام شهادة الشهود ويكفي اثنان عاقلان يصطادك بشهادتهما فيكون الثمن غاليا وساعتها لا يفيد الندم حتي ولو أحنيت له رأسك للاعتذار .. - هذا الموقف يذكرني بالداعية الشيخ عبد الله بدر وهو يحني رأسه في موقف يحسب له لا عليه وهو يعتذر للفنانة الهام شاهين علي ما أًتي منه من سب في حقها ومع ذلك رفضت الاعتذار لأنه بالغ في إهانتها.. وعلي الفضائيات المرئية في الداخل والخارج غمس لسانه بافتراءات ضدها، ولا أعرف كيف هانت عليه وطنيته ووظيفته كداعية إسلامية أن يخوض في سيرة مسلمة مثله ويمزق في أوصالها كحرمة دون أن يخاف لا من ربه ولا من القانون، والذي يؤلم أن أتباعه شاركوه الذنب بتأييدهم له وتجمهرهم حوله في بيت العدالة وهم يرفعون صور ضحيته وكأنهم في زفة " تجريص" فلم يرد لها اعتبارها الا حكم قضائي نزيه خرج من بيت العدالة يوم طرقت بابه ويستكمل الله نصرتها يوم أن أيدته محكمة الاستئناف ليكون عبرة لكل من يفلت لسانه بكلمات السب والتشهير والتحقير في حق الآخر.. اه من يري صديقنا وهو يترنح حول نفسه وكأنه يناجي ربه يسأله العفو والمغفرة.. المشهد يدعوك للشفقة فكون أن يعترف، فالاعتراف هو شهامة وليس جبنا، وكونه لا يدفن رأسه في الرمال ويتضرع الي الله طالبا العفو فالمفروض أن نسانده، لعل موقفنا يكون فيه خيرا لمن طلب الهدي وهو يعترف بالجرم الذي ارتكبه في حق نفسه وحق فنانة رصيدها ورأسمالها كرامتها وسيرتها .. - علي أي حال مشهد اقتياد الشيخ عبدالله بدر الي سجن وادي النطرون لا يحتاج الي تعليق، لذلك أدعو له أن يخفف الله عنه أيام سجنه وأن تكون هذه هي آخر رحلته بعد التزامه مع ربه ثم مع نفسه بأنه لن يخوض في أعراض الآخرين، واذا كانت أمرأة قد أعطته درسا فالفضل للقانون لأن البراءة لا تعرف الشتامين الذين يخوضون في الأعراض ببجاحة وهم علي ثقة أنهم فوق القانون.. وهنا أقول نحمد الله أن قضاءنا لايزال بخير وليس هناك من يجلس فوق منصة القاضي الا القاضي الذي عرفناه بضميره ونزاهته فالنزاهة هي تاج العدالة فوق رؤوس الشرفاء من قضاة مصر.. وهذا الحكم في رأيي هو رسالة لكل من يري في نفسه أنه فوق القانون فلا ثورة 25 يناير أو ما بعدها ستجعل من قضاتنا إمعة يتغيرون بتغير الثورات.. فنحمد الله أن قضاء مصر يتمتع بشموخ وعزة وسيظل برجاله سندا للقانون .. - قد يأتي كلامي ليس علي هوي من اعتاد استخدام الألفاظ البذيئة في الحوار واذا لفت نظره رد عليك قائلا.. هذه هي طبيعتي ، معني كلامه إنه تربي في بيئة لا تعرف العيب ، مع أن هؤلاء الأًشخاص لو طالهم حكم كالذي طال الشيخ عبد الله بدر سينتقلون الي الصفوف الخلفية التي تصلي وراء الشيخ بدر وساعتها سوف تعرف أن الله حق وأن الإسلام بريء من بذاءة اللسان حتي وان لم تكن في حق الإنسان .. - لذلك أقول لأخواننا علي الفضائيات إياكم والخوض في الأعراض أو تناول سيرة الأبرياء بالإساءة أو التحقير حتي وان كانوا في السجون، فإدانتهم لا تعطينا حق إهانتهم أو التجريح في سيرتهم، ان لم نتذكر أن قضاءنا يحفظ للمواطن كرامته فلنتذكر قدرة الخالق وعقابه علي اغتيال البراءة بالنهش في سير الأبرياء.. ليس من الشجاعة أن نكيل الاتهامات زورا وبهتانا لأبرياء يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم لغيابهم، لكن الشجاعة يوم أن ننتقدهم في مواجهتهم ونعطيهم فرصة الدفاع عن أنفسهم.. هذه هي الشجاعة التي لا يعرفها منفلتو اللسان.. أه لو طبقوا هذا المثل " لسانك حصانك.. إن صنته صانك.. وإن خنته خانك.