لا أعرف الشيخ عبدالله بدر بصفة شخصية.. ولم يسبق لي أن التقيت به في أي مكان أو مناسبة. ولم استمع له في أي برنامج تليفزيوني لأحكم علي آرائه ورؤاه.. ولو كنت علي صلة به لنصحته كأخ مسلم أن يظهر من الاسلام سماحته. ويقدم نفسه كوجه من وجوه الاسلام المضيئة التي تنشرح لها الأفئدة. وان يكون عامل جذب لهذا الدين الحنيف. كل ما أعرفه عن الشيخ عبدالله بدر ما قرأته عنه في الصحف من الأحكام التي صدرت ضده في قضيتي الفنانة الهام شاهين والاعلامي عمرو الليثي.. ومن خلال هذه الأحكام يتبين ان الرجل قد أخطأ في حق كل منهما الأمر الذي أوجب عقابه في القضيتين. وأسألة.. لماذا أيها الشيخ توقع نفسك في هذه المشاكل.. وقد كان بإمكانك أن تمسك لسانك بعض الشيء.. هل من الاسلام أن تسب الناس حتي ولو كان رأيك فيهم انهم غير أسوياء في تصرفاتهم.. كيف تحكم علي شخص وتصفه بأوصاف تحط من شأنه وأنت لا تعرف دخائل نفسه؟! النقد مباح يا أخ عبدالله في حدود الآداب العامة والقيم المستقاه من الشريعة.. تستطيع علي سبيل المثال ان تنقد عملا فنيا لا يعجبك.. تظهر عيوبه وآثاره السيئة علي المجتمع إن كانت فيه تلك الآثار.. وتستطيع ان تدلل علي ذلك بكل الحجج التي تملكها.. لكن لا تمس اشخاص من قاموا بهذا العمل أو اشتركوا في ادائه.. فهم قدموا نصا مكتوبا ليس لهم يد فيه وجسدوا الشخصيات التي انطوي عليها. مثل هذا مثل القرارات أو التصرفات التي تقع من المسئولين في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها.. من لا يعجبه شيء من هذه الأمور لسبب يراه وجيها عليه ان ينقد هذه السياسات ويبين عيوبها وآثارها علي المجتمع دون أن يمس الاشخاص الذين صدرت منهم. لن نبني مجتمعنا يا شيخ عبدالله بالعداوة والبغضاء.. بل سنبنيه بالحب والتعاون والتآزر. وبالنقد البناء الذي يظهر الغث من السمين. سنبني المجتمع بالكلمة الطيبة التي تعلي راية الحق "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون". لدينا دعاة علي أعلي مستوي من التقي والورع والسماحة والفضل والعلم.. هم علماء هداه.. هم ورثة الأنبياء بحق.. تستمع إليهم فينشرح صدرك للاسلام.. لدينا فضيلة الشيخ محمد حسان وفضيلة الشيخ محمود المصري ننصت اليهما اذا تحدثا.. ونعي باحساس حقيقي صدق ما يقول كل منهما.. ونصل باحساسنا إلي حد البكاء تأثرا.. دعاؤهم الصادق يرتفع إلي عنان السماء فتفتح له الابواب. لماذا لا يكون دعاتنا ومشايخنا وعلماؤنا علي النحو الذي ارتضاه ربنا لرسوله الكريم "وجادلهم بالتي هي أحسن" "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك". قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما معناه: "ما بعثت لعانا ولا شتاما.. وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".