الدكتور محمد أبو الغار في غضون أيام ستتكون وزارة مدنية في وجود رئيس مؤقت، هو قاضٍ بالمحكمة الدستورية العليا، ونائب رئيس مدني، وسوف تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية بعد عمل دستور جديد ليعلن عن موعدها بدقة وذلك تحت إشراف دولي، وسوف يكون من الصعب أن يتهم أحدٌ في العالم مصر بأنها دولة تُدار وتحكم بالعسكر. أما الإخوان فهم في موقف صعب جدا، وهم الآن يعتمدون على شيء واحد هو مخاطبة الغرب بأنهم ظُلموا، وأن الديمقراطية قد أهدرت بنظام عسكري، وأن بعض قادتهم قيد الحبس الاحتياطي أو الإقامة الجبرية. الغرب يا حضرة الإخوان هو من ترككم في السجون والمحاكمات العسكرية والاعتقال بقانون طوارئ لمدة ثلاثين عاما في حكم مبارك، وتعاون مع مبارك بكل قوة. والتفت إليكم فقط عام 2005 حين شعر أن هناك احتمالا لسقوط نظام مبارك بسبب التدخل الاستفزازي لابنه جمال. الغرب لا يهتم بالديمقراطية في العالم الثالث؛ وإنما يهتم فقط بأن يبدو أمام شعوبه مدافعا عن الديمقراطية. الإخوان يعرفون جيدا أن ما تقوله الصحافة ويظهر على التليفزيون شيء وما يدور في الغرف المغلقة أمر آخر. لقد تم الاعتراف فعليا بالحكومة الجديدة حتى قبل أن يعلن كل أسماء وزرائها. وعلى الوزارة أن تقوم ببذل الجهد لإظهار الفارق الكبير بينها وبين حكومة الإخوان، وعليها أن تجد حلا لمشكلة سيناء والمعابر إلى غزة، لأن الإرهابيين قد اتخذوا لهم مواقع حصينة وحصلوا على أسلحة ضخمة، ونحن نحتاج إلى أسلحة حديثة لكشف مواقعهم والقضاء عليهم، وهو أمر صعب يستلزم جهدا وعرقا وعملا استخباراتيا كبيرا. وهنا لا بد من تحقيق واسع وكبير ودقيق يوضح علاقة الإخوان بتدهور الأحوال في سيناء خلال عام حكمهم، وإذا ثبت تواطؤ من أي شخص ضد مصلحة الوطن في سيناء فلا بد من محاكمة شفافة وعادلة وسريعة مهما كان هذا الشخص. أما الإخوان المسلمون فأمامهم مشكلات كبيرة: 1- كيف يخرجون من رابعة العدوية دون إهانة؟ وأعتقد أن الدولة يجب أن تساعدهم على ذلك بالتفاوض على هذا الأمر، مع الإفراج عن جميع المقبوض عليهم دون اتهام واضح من النيابة العامة، والتحفظ فقط على من توجّه له النيابة تهمة تستوجب ذلك مع تطبيق حازم وعادل للقانون. 2- يتم فتح القنوات التليفزيونية مع إقرار وثيقة شرف بعدم التحريض على القتل أو الإرهاب من جميع القنوات كجزء من الاتفاق. 3- تتم دعوة الإخوان الذين لم توجه لهم اتهامات من النيابة إلى المشاركة في الحياة السياسية المصرية على أن تكون أي انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف دولي كامل. 4- الإخوان عليهم واجب وعبء ثقيل تجاه أعضائهم وتجاه الشعب المصري، فعليهم أن يعتذروا عن إضاعة الوقت في أخونة الدولة بدلا من إصلاح الدولة، وعليهم أن يعلنوا أن طريقة تربية الأخ المسلم الإخواني أدت إلى عقم شديد في الكفاءات المتاحة للاختيار بينها، وأدى ذلك إلى الاختيارات المزرية في عدد كبير من الوزارات. 5- المشكلة الكبرى التي ستواجه الإخوان هي أنهم فقدوا الشارع المصري بالكامل فلم يعد الشارع ملكهم ولا الريف كله من أتباعهم، واستطاعوا بمعجزة خارقة أن يجعلوا الشعب المصري، وبالذات الفقراء والطبقة المتوسطة، يمقتهم ولا يثق بهم، حتى الذين كانوا بعيدين عن الإخوان شعروا بأن فيهم حاجة غلط. وجميع موظفي الدولة ضاقوا ذرعا من تصرفات الذين تم تعيينهم وندبهم في برنامج الأخونة، وشعروا بسعادة من قرب إخلاء طرف هؤلاء. على الإخوان أن يعودوا إلى حضن الوطن بصورة جديدة وتوجه جديد، عليهم أن يتوقفوا عن التعالي والتكبر، وعليهم أن يتوقفوا عن العنف وتكوين الميليشيات التي شاهدها المصريون جميعا وهم يلقون بالشباب من فوق الأسطح، وهي مشاهد ستظل عالقة في ذهن أجيال من المصريين، وعليهم أن يحولوا معسكراتهم الصيفية إلى معسكرات رياضية وثقافية وترك شبابهم يتفتح ذهنه إلى آفاق جديدة تُكسبهم مهارات وقدرات، وعليهم أن يتعلموا الابتسامة ويتوقفوا عن التجهم لأن الشعب المصري يكره النكد وكل من ينكد عليه. 6- على الإخوان أن يتوقفوا عن التصور بأنهم الوحيدون الذين يفهمون الدين ويعلمون الناس دينهم ويكفّرون هذا وذاك. 7- عليهم أن يعرفوا أن الشعب المصري كله خرج ليقول للإخوان كفى وليعلن نهاية حكم الإخوان، وأن الإخوان منذ 1928 حتى 30 يونيو 2013 شيء وبعد ذلك شيء مختلف تماما. شكر خاص لمكتب الإرشاد الذي استطاع أن يفعل كل هذا الإنجاز في عام واحد من الحكم، وشكرا لبعض المتحدثين في رابعة الذين أتحفونا بكلمات أساءت إلى الإخوان وعمّقت كراهية قطاع واسع من الشعب المصري لهم. قوم يا مصري مصر دايما بتناديك... نُشر بالمصري اليوم