هذه خواطر متفرقة يجمعها همّ واحد، هو همّ مصر خصوصا بعد ال30 من يونيو.. حزب النور يرفض الإعلان الدستوري وحل مجلس الشورى وتكليف د. البرادعي بتشكيل الحكومة، معتبرا أن ذلك مخالف لما تم الاتفاق عليه.. وأنا أتساءل: يا حزب النور، إذا كانت كل هذه الخطوات لم تتفق معهم عليها، فما الخطوة التي اتفقتم عليها؟! هل هي عزل الرئيس مرسي؟ مع العلم أن حزب النور كان يوافق على كل خطوات المبادرة إلا عزل الرئيس مرسي، والذي قال عنه الحزب: إنه خط أحمر؟! فعلا خط أحمر! لا يريدون وصف ما جرى بأنه "انقلاب".. وهل الزمار يداري وجهه؟ ولماذا قمتم بالانقلاب إذا كانت الكلمة قبيحة لهذه الدرجة؟! من ينتظر ديمقراطية من العسكر هو كمن ينتظر لبن العصفور.. العيب مش في العسكر -لأن طبيعتهم تقتضي الحسم والحزم- لكن العيب في المخدوعين! إغلاق القنوات واعتقال الرموز السياسية وتلفيق التهم.. هل هم بذلك يرسمون الخطة التي كان يجب على الرئيس مرسي أن يفعلها؟! لكنه كان ديمقراطيا.. إغلاق القنوات الفضائية الإسلامية عقب إلقاء بيان الفريق السيسي مباشرة، برّره د. البرادعي بأنه إجراء احترازي ضروري للأمن القومي. يا د. برادعي، الديمقراطية لا تعرف "الإجراءات الاحترازية"، وإلا فما الفرق بينها وبين الديكتاتورية؟! ألم تكن تلك هي الحجة التي يتذرع بها مبارك لإغلاق منافذ الحرية، وتجفيف منابع الثورة؟! متى تدرك الأحزاب التي يسميها د. سيف الدين عبد الفتاح "أحزاب مدنية بمرجعية عسكرية" أن تحالفها مع العسكر هو ضد المدنية وضد مصلحتهم، وأيضا ضد العسكر، وبالتالي ضد مصلحة مصر؟ وأن الوقوف في طابور الانتخابات ساعات طويلة- كما قال من قبل الفريق السيسي- هو خير ألف مرة من جر الجيش إلى معارك السياسة؟! متى يتصرف شيخ الأزهر وبابا الكنيسة باعتبارهما رمزين دينيين وفقط، لا يمثلان المسلمين والمسيحيين؟! لا للدولة الدينية.. نعم للدولة المدنية! الاتحاد الإفريقى يعلق عضوية مصر بسبب "الانقلاب". حتى أنت يا إفريقيا أحسن مننا؟! ألف تحية للقارة السمراء.. ولا عزاء للشمال الأبيض الأوروبي والأمريكي المتغطرس نصير الانقلابات!