وسط حضور جماهيري مكثف استضاف أمس الاثنين معرض الإسكندرية الدولي للكتاب د. يوسف زيدان الكاتب والباحث ورئيس مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية في ندوة لمناقشة كتابه "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني". أدار الندوة كل من د. عبد المعطي بيومي، المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ود. حسن حنفي أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة والحائز على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009، ود. سامح فوزي الصحفي والباحث. وفي بداية حديثه أشار د. يوسف زيدان إلى أن مصطلح اللاهوت العربي يعني نظام التفكير العربي في الإله، وأن العقلية العربية حتى قبل الإسلام كانت تفصل بين الإله والإنسان وتضع بينهما كائنات مثل الجن الذي لم تعرفه المسيحية ولا مصر قديماً. وأشار الكاتب في حديثه إلى شخصية "آريوس" الذي اعتبرته الكنيسة مهرطقاً والمصادر الإسلامية كانت تسميه "عبد الله بن آريوس"، لأنه نادى بالتنزيه؛ أي أن الإله منفصل وهذا ما قاله الإسلام. وأضاف الكاتب أننا أهدرنا الفكر العربي والثقافة العربية قبل الإسلام لندعي أن الثقافة العربية لم تظهر إلا بعد الإسلام، وهذا خطأ؛ حيث إن التجارة العربية قبل الإسلام كانت ضخمة جداً ولم تكن بالصورة الضئيلة التي نتخيلها، وتلك العقلية التي صنعتها هي نفس العقلية التي أنتجت اللاهوت العربي. ثم تطرق الكاتب للحديث عن بعض المصطلحات الموجودة بكتابه "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" والفرق بينهما كالدين والدين والبنوة والنبوة. وتناول د. عبد المعطي بيومي دراسة عن الكتاب وتطور الأفكار اللاهوتية به، وأيضاً تناول أسلوب د. يوسف زيدان ولغته بالتحليل. بعدها أشار د. يوسف زيدان إلى فكرة أصول العنف الديني التي تناولها الكتاب ووضح حدوث عمليات الإبادة الجماعية بسبب الدين، ومذكور هذا في العهد القديم ومُحتفى به؛ حتى لدى الجماعات الإسلامية والتي تقتل باسم الله. وأشار إلى أنه يقدم رؤيته فقط ويوضح للناس كيف استخرج المواقف من النصوص الدينية الأولى وصولاً إلى العنف الذي تعاني منه مجتمعات كثيرة. كما أشار إلى أنه لا شأن له بالدين كجوهر؛ ولكنه يستهدف تحليل عمليه التديّن، وأن الإسلام أعاد بناء الشخصيات ولم يتكئ على أي دين قبله؛ ولكن موجود به عنف أيضاً ولكن السبب في العنف هو التدين وليس الدين. ثم ختم المناقشة بتوقيع الطبعة الثانية من كتابه "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" والطبعة السادسة عشر من رواية "عزازيل".