في بلد يتجاوز عمره سبعة آلاف عام، وتعاقبت عليه معظم حضارات الدنيا.. كل ركن يحوي حكاية تستحقّ أن تُروى.. في هذا الباب الجديد نروي لكم بالصورة والكتابة بعضا من هذه الحكايات المخفية في الأركان.. إنها "حكاية في صورة". 7367 مقبرة للجنود القتلى من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. منذ سنين طويلة وهم يرقدون تحت الأرض في بلاد ليست بلادهم، في الصحراء الشاسعة وسط الرمال الصفراء وبعض النباتات الصحراوية المتناثرة. هنا مقابر الكومنويلث في العلمين. كانت جميع شواهد القبور المنتصبة بين الرمال، والمرتبة في نظام بديع، تتجه نحو الشرق، كعادة الدفن عند المسيحيين واليهود، إلا أن مجموعة منفصلة منها كانت تتجه اتجاها مغايرا، مواجهة لاتجاه الجنوب. عندما دققت في شواهد هذه القبور مغايرة الاتجاه، وجدت أنها للجنود الهنود الذين ينتمون إلى طائفة السيخ. لسبب ما يدفن السيخ موتاهم نحو الجنوب، لكن لا يسع المرء إلا أن يبدي احترامه لتآخي الأديان الذي يمثله هذا المكان، حيث يرقد المسيحي والمسلم والهندوسي والسيخي في مكان واحد، كل حسب معتقده. المكان: مقابر الكومنويلث، العلمين.
نحو الجنوب * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: