أ ش أ قال موسى الكردي -طبيب سوري يعمل منذ 3 أشهر مديرا لمستشفى ميداني بشمال سوريا- إنه كان شاهد عيان على إصابات بالأسلحة الكيماوية في مدينة سراقب السورية في 29 أبريل الماضي، حيث استقبل 4 حالات من تلك الإصابات لسيدتين وطفل يبلغ (13 سنة) ورجل (35 سنة) تم نقلهم إلى تركيا؛ لعدم توفر الإمكانات لعلاجهم بسوريا. وأضاف الكردي -في مؤتمر صحفي عقده في جنيف اليوم (الجمعة)- أن إحدى السيدتين توفيت عقب وصولها إلى تركيا مباشرة، وأكد أن تلك الحالات كانت من بين 22 حالة أصيبت جراء تلك الهجمة الكيماوية على سراقب، والتي قتل فيها 4 أشخاص آخرين. وتابع أن تلك الحالات الأربع كانت الأولى التي تعرضت للإصابة من الأسلحة الكيماوية، لافتا النظر إلى أن الجهات التركية المختصة وثقت تلك الحالات، وأرسلت عينات من أنسجتهم ودمائهم إلى عدد من دول العالم لتحليلها، واكدت نتائج تحاليل تلك العينات أن المصابين تعرضوا للإصابة بغاز السارين على وجه التحديد، وهو ما أكدته أيضا التحليلات التركية. عن توثيق استخادم الأسلحة الكيماوية، استطرد الكردي أن اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية أكد أن مناطق سوريا قد تعرضت إلى 34 ضربة بمواد كيماوية وذلك في الفترة من 9 يونيو 2012 وحتى الأن، وأشارت المعلومات إلى أن نحو ثلثي تلك الضربات الكيماوية جرت باستخدام طائرات حربية مقاتلة أو مروحيات، والباقي تم باستخدام صواريخ سكود أو جراد، وكانت أكبر الضربات هي التي تعرضت لها منطقة خان العسل. واختتم الطبيب السوري بأن اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية وجه 3 دعوات رسمية إلى لجنة التحقيق الدولية، التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وذلك لأخذ إفادات الأطباء الذين تعاملوا مع الحالات التي تعرضت للإصابة بتلك الأسلحة، ولكن اللجنة لم تستجب حتى الأن ولم ترد. كان النظام السوري قد اتهم قوات المعارضة في مارس الماضي بقصف منطقة خان العسل في ريف حلب بصاروخ يحتوي على مواد كيميائية، وهو ما أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 100 بجروح، وهو ما نفاه الجيش الحر، محمّلا دمشق مسئولية هذا الهجوم.