يجري مجموعة من الباحثين بكرواتيا تجارب لإثبات قدرة النحل على شم رائحة المتفجرات، وقدرته على الكشف عن الألغام غير المتفجرة. ويجري تدريب النحل حاليا على التعرّف على غذائه عبر استخدام رائحة مادة TNT شديدة الانفجار، وذكر نيكولا كازيتش -خبير في سلوك النحل بجامعة زغرب- أنه توصّل إلى أن النحل يمكنه رصد المتفجرات بوضوح. ويقول كازيتش: "مادة TNT توضع في محلول سكري كغذاء للنحل، ليتكيف معها ويتمكن من شم رائحتها والتعوّد عليها"، وأضاف: "نستخدم حاليا إجراءات قياسية لإزالة الألغام، لكننا نرغب في تدريب النحل أيضا لاكتشاف حقول الألغام، لأنه يمكنه أن يغطي الحقل بأكمله". وقام كازيتش وطلابه بتدريب النحل على رصد المتفجرات في خيمة تضم العديد من نقاط التغذية التي تم إنشاؤها داخل الخيمة، ويحتوي بعضها على جزيئات مادة TNT، وذلك وفقا لما جاء على موقع سكاي نيوز عربية. يبدو أن أسلوب تدريب النحل عبر دمج رائحة المتفجرات في الغذاء الذي يتناوله قريب من النجاح، حيث يتجمع النحل بشكل أساسي على الأوعية التي تحتوي على محلول سكري ممزوج بمادة TNT، وليس على الأوعية التي تضم رائحة مختلفة. وقال كازيتش إن باحثين أمريكيين قاموا في الماضي بتجربة العمل على النحل الباحث عن الألغام، لكن مادة TNT لم تكن ضمن تجاربهم لأن رائحتها تتطاير سريعا، ولا يظل منها سوى آثار ضئيلة بمرور الوقت. وقد استخدمت الفئران والكلاب في رصد المواد المتفجرة حول العالم، لكن هذه الحيوانات -على خلاف النحل- يمكن أن تتسبب في وقوع انفجارات في حقول الألغام بسبب وزنها. وحتى بعد انتهاء عمال إزالة الألغام من عملهم، فإن العديد من الألغام الأرضية تظل في التربة لتسبّب في وقت لاحق انفجارات دامية. يذكر أنه بمجرد إثبات صحة التجارب التي تجرى على النحل، سيتم استخدام النحل في المناطق التي تم بالفعل تطهير الألغام منها، حيث سيتم تتبّعه بكاميرات حرارية.