بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أهلاً بكم في هذا اللقاء المتجدد على موقع "بص وطل".. ورد إلينا سؤال من فتاة تقول: إنها على درجة عالية من التعليم وأكملت دراستها العليا مما استهلك منها عمراً ووقتاً طويلاً، والمشكلة التي تسأل عنها أنها عندما يتقدّم لها من يريد أن يتزوجها أو يرتبط بها، ترى أنه أقل منها في المستوى العلمي والاجتماعي؛ فكيف تختار؟ وعلى أي أساس يتم هذا الاختيار؟؟ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما تكلّم عن الرجل الذي يريد أن يتزوّج امرأة ما، وأن الناس لها مقاييس للاختيار "تنكح المرأة لأربع: لمالها، لجمالها، لحسبها، لدينها"، بين لنا وقال: "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، ولما قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه -بالنسبة للفتاة- وحُسن خُلقه فزوجوه"، الدين لوحده ما يكفيش، لازم من حُسن الخُلق، لا بد أن يكون يعلم كيف يتعامل مع المرأة، يفهم احتياجها إلى الحنان وإلى الأمان، يعرف أن هناك أمراً بالقوامة، مؤداه الرعاية والعناية بهذه الفتاة، وهذا ضبطه بالضبط وبالحقيقة يختلف في المستويات الاجتماعية. ولذلك رأى الفقهاء عبر القرون أن لا بد للفتاة أن تتأكد من قضية الكفاءة، وأن يكون كفئاً لها؛ من أجل أن تتوافق الأخلاق ومن أجل أن ترى زوجاً وسوف تعيش معه أبداً، وسوف يكون أباً لأبنائها ورئيساً لأسرتها، ينبغي عليها أن تختاره من جنس ما دَرجت عليه. القضية ليست قضية تعليم؛ القضية قضية ما يقوله المصريون بالعامية: "دي بنت ناس، وده ابن ناس"، فقد يكون بنت الناس وابن الناس فقراء ما يهمش، بس المهم متربيين، قد يكون بنت الناس وابن الناس فيه فرق في التعليم، مش هذا هو الأساس.. الأساس هو التربية.. الأساس هو الأخلاق.. الأساس هو كيفية التعامل.. الأساس هو الذهن المتفتح الذي يستوعب الحياة هذا هو الأساس.. ولذلك هذه مسألة تحتاج إلى تأنٍ، لذلك الشرع شَرَعَ لنا الخِطبة، الخطبة فرصة ومُدة يكتشف كل واحد منهما الآخر على هذا الأساس: حُسن الخلق، الدين، التربية، الانفتاح، معرفة كيف نتعامل مع الآخر.. كيف نتعامل مع الآخر وما هي قواعد هذا الانفتاح وما قواعد الأخلاق؟؟ تختلف من مكان لمكان، ومن زمان لزمان، ومن مستوى اجتماعي لمستوى اجتماعي آخر، وهكذا. إذن فالأمر ليس أن أنا معايا دكتوراه وهو معاه ماجستير فأنا أكون أعلى منه، لا.. أنا معايا مؤهل عالي وهو معاه مؤهل متوسط.. في بعض المدن مثل مثلا مدينة دمياط عندنا في مصر.. ترى أن هذا اللي معاه مؤهل متوسط فهو مؤهل للزواج وهو غني، ويمكن أن يكون أغنى من الذي معه دكتوراه؛ لذلك نرى زيجات ناجحة كثيراً ومستقرة كثيراً؛ فيها واحد معاه الدبلوم ده ولكنه أصبح رجل أعمال أو حرفي كبير أو تاجر أو كذا إلخ... وهو متزوّج هذه التي معها الدكتوراه في الأدب الإنجليزي ولا في الطب وهما مبسوطين آخر انبساط، إذن فالقضية هي من ترضون دينه وحُسن خلقه. إلى لقاء آخر،،،،،