مرت 27 عاما على رحيل الفنان الشامل صلاح جاهين، وما زلنا نتنفس إبداعه حولنا في كل مكان، فقد استطاع جاهين أن يتخطى حاجزي الزمان والمكان بقصائده وأشعاره، وأمتعنا برباعياته الشهيرة التي ستظل علامة مميزة في تاريخ الأدب العربي. أبدع جاهين في مختلف أنواع الفنون، من: شعر، ورسم، وتمثيل، وتأليف، كان فنانا مرهف الحس عاشقا للحياة، فهو فيلسوف البسطاء وشاعر الفقراء، استطاع أن يلوّن أحاسيسه بكل ألوان الحياة والحب والفرح والأمل والحزن والألم والسخرية منه بمنتهى البساطة، ونسج من خيوط خياله الخصب قصائده التي ما زالت ترسم البهجة على وجوهنا، وتربُت على أرواحنا في كثير من الأحيان. ونستعرض اليوم بعض من رباعياته.. حيث يقول جاهين: أنا اللي بالأمر المحال اغتوى شفت القمر نطيت لفوق في الهوا طلته ماطلتوش إيه أنا يهمني! وليه ما دام بالنشوة قلبي ارتوى! عجبي!
*** أنا قلبي كان شخشيخة أصبح جَرس جلجلت به صحيوا الخدم والحرس أنا المهرج.. قمتوا ليه؟ خفتوا ليه؟ لا فْ إيدي سيف ولا تحت مني فرس عجبي!
*** أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام وحيد لكن بين ضلوعي زحام خايف ولكن خوفي مني أنا أخرس ولكن قلبي مليان كلام عجبي!
*** سهّير ليالي ويا ما لفيت وطفت وف ليلة راجع في الضلام قمت شفت الخوف.. كأنه كلب سد الطريق وكنت عاوز أقتله.. بس خفت عجبي!
*** يا باب أيا مقفول.. إمتى الدخول؟ صبرت يا ما واللي يصبر ينول دقيت سنين.. والرد يرجع لي: مين؟ لو كنت عارف مين أنا كنت أقول عجبي!
***
أنا كل يوم أسمع.. فلان عذّبوه أسرح في بغداد والجزاير وأتوه ماعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب وأعجب من اللي يطيق يعذب أخوه عجبي!
*** كرباج سعادة وقلبي منه انجلد رمح كأنه حصان ولف البلد ورجع لي نص الليل وسألني.. ليه خجلان تقول إنك سعيد يا ولد؟ عجبي!
*** يا مشرط الجراح أمانة عليك وإنت ف حشايا تبص من حواليك فيه نقطة سودة في قلبي بدأت تبان شيلها كمان.. والفضل يرجع إليك عجبي!
*** لا تجبر الإنسان ولا تخيّره يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه هو اللي بكره ح يشتهي يغيّره عجبي!