يُحْيي الفلسطينيون اليوم (الأربعاء) الذكرى التاسعة لاستشهاد عبد العزيز عبد المجيد الرنتيسي أحد مؤسسي حركة حماس، وقائد الحركة في قطاع غزة قبل اغتياله. وُلِد الرنتيسي في 23 أكتوبر 1947 في قرية يبني (بين عسقلان ويافا)، وكان عمره ستة شهور عندما تم تهجير عائلته وآلاف العوائل الفلسطينية من مناطق سكناهم إلى الضفة والقطاع والقدس والشتات. تخرّج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبا مقيما في مستشفى ناصر بخان يونس عام 1976. كان الرنتيسي أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في قطاع غزة عندما حدثت حادثة المقطورة، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارا مهمّا يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي. في شهر ديسمبر من عام 1992 أبعد الرنتيسي مع 416 مجاهدا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور؛ لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيرا عن رفضهم لقرار الإبعاد الإسرائيلي. وبعودة الشيخ أحمد ياسين -مؤسس حركة حماس- إلى قطاع غزّة في أكتوبر 1997، عمل الرنتيسي جنبا إلى جنب معه؛ لإعادة تنظيم صفوف حماس، وتولى مهام المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم. اعتقل الرنتيسي 7 سنوات في السجون الإسرائلية بالإضافة إلى سنة قضاها مبعدا بأقصى جنوب لبنان عام 1992 وكان أول قيادي بحماس يعتقل بتاريخ 18 يناير 1988، كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرا معزولا عن باقي المعتقلين. وبعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين من قبل إسرائيل في مارس 2004، بايعت حركة حماس الرنتيسي خليفة له في الداخل. وفي مساء 17 إبريل 2004 قامت مروحية إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي، فقتل مرافقه ثم لحقه الدكتور وهو على سرير المستشفى في غرفة الطوارئ، ومن وقتها امتنعت حركة حماس من إعلان خليفة الرنتيسي خوفا من اغتياله. ومن أشهر أقوال الرنتيسي: "أرض فلسطين جزء من الإيمان، وقد أعلنها الخليفة عمر بن الخطاب أرضا للمسلمين قاطبة، ولهذا لا يحق لفرد أو جماعة بيعها أو إهداؤها". وقال ذات مرة في لقاء باللغة الإنجليزية: "الموت آتٍ سواءً بالسكتة القلبية أو بالأباتشي، وأنا أفضّل الأباتشي".