السلام عليكم.. أنا مشكلتي تتلخص في حاجة واحدة هي مراتي، أنا عندي 27 سنة الحمد لله وميسور الحال، كنت مرّيت بتجربة حب كان مصيرها الفشل زي معظم الناس واتجوزت بنت جارتي، عمري ما كنت شفتها في الشارع أبدا غير لما سمعت عنها من أمي علشان العمر عدى ولازم أتجوز.. وهي معاها ثانوية عامة بس، ومشكلتها إنها بترضيني أوي وبأي طريقة بجد، يعني إنسانة بتعمل كل شيء يفوق التصور، أول راجل غير باباها تكلمه بجد، أولا بتصحى قبلي علشان تصحيني لشغلي وتفطرني زي الأمير وبتخاف تعمل أي حاجة تزعلني، وكلامي بالنسبة ليها هو الصح حتى لو كان غلط.. نفسي تناقشني في أي حاجة لما أكلمها، تسمعني كأني باقرأ قرآن وكلامي هو الصح حتى لو كان غلط، يعني فيه مرة أثناء علاقتنا طلبت منها حاجة حرام بس طلبتها علشان أعرف هترفض ولا لأ مش أكتر والله، أنا عمري ما أعمل كده.. بس لقيتها قالت لي هو ده حرام بس لو هيخليك راضي عني أنا مش هاتكلم، وأنا باعلّمها تعمل كل حاجة وبالاقيها بتعملها بإتقان شديد جدا بس من غير إحساس، آلة متبرمجة وهي بتعمل الحاجة دي.. لو نزلت الشارع تتوه، والله مرة كلمتني قالت لي أنا مش عارفة أروّح قلت لها أوصفي لي المكان، كانت جنب البيت ب10 دقايق بس، ممكن لو مافيش أكل في البيت لو اتأخرت وماجبتش طلباتها ماتاكلش طول النهار لحد ما آجي بالليل. هي غلبانة وطيبة أوي بس أنا محتاج إنها تشاركني حياتي، يعني أنا بقى لي سنة ونص متجوز، ماكانش فيه مشاكل الطباع لأنها ماسكة فيّ زي الطفل لما بيمسك في أمه، أنا كنت فاكر إني مش هاحبها وهتبقى مجرد زوجة، بس حبيتها من كل قلبي. معايا في الشغل بنات يوقفوا جمهورية على رجل وبيتمنوا لو أبص لهم، بس عيني مابقتش شايفة غيرها، نفسي تتكلم معايا على الدنيا، تحكي عن شغلي، تغِير من زميلاتي لما بيتصلوا بيّ وأنا أراضيها، إنما هي بتقول لي أنا خدامتك مهما عملت فيّ وحتى لو بقيت الزوجة العشرين، بس هي في قلبي مش الأولى بس، دي كمان الأخيرة إن شاء الله، نفسي تحكي معايا عن الدنيا.. الكورة.. السياسة.. الأغاني.. أي حاجة، هي مش مقتنعة إني عايزها أحسن مني وعايزها تدخل الجامعة، وهي مجموعها يدخلها كلية كويسة، وأنا بجد مش عايز أخسرها، ومش عارف أعمل إيه، آسف على الإطالة.
toty_lovely
قبل أي شيء يا عزيزي اسمح لي أن أحييك وأن أشد على يدك احتراما, فأنا حقا أحترم أمثالك من الرجال الحقيقيين الذين يريدون أن تكون شريكات حياتهم سيدات مثقفات واعيات للمجتمع, لا مجرد "حريم" خانعات في حرملك أزواجهن حانيات الرأس! أما بالنسبة إلى موضوع رسالتك يا عزيزي فأنا أتفق معك بالفعل في أن ما تشكو منه مشكلة كبيرة من الجيد أن وفقك الله لملاحظتها من البداية، فالرجل منا يتعامل مع زوجته باعتبارها جزءا من عائلة تتأسس، ومن يريد تأسيس عائلة قوية عليه أن يحافظ على قوة أفرادها، فما بالك بشريكته في ذلك؟! هذا فضلا عن إدراكي أنك -بالتأكيد- تنظر إلى المستقبل وتخشى تقلّبات الأيام، وتريد لزوجتك أن تكون قادرة على مواجهة الحياة لو حدث -لا قدر الله- مكروه لك، أو اضطررت إلى السفر لفترات طويلة هنا أو هناك. بالإضافة إلى رغبتك العادلة في أن تخلق لغة واهتمامات مشتركة بينك وبينها، لا أن يكون كل حديثكما عن البيت، أو أن يكون حواركما نصائح أو طلبات من جانبك وإشارات خضوع من جانبها. على أي حال يا عزيزي لماذا لا تحاول أن تحسن استغلال أبرز صفاتها من طاعة وإيمان بك, لتصل إلى كل ذلك؟! أنت تقول إن زوجتك تحترم آراءك وتراها الأفضل والأصلح، وتريد إرضاءك بأي شكل، فلماذا لا تسلك أقصر الطرق بين نقطتين -الخط المستقيم- وتصارحها بكل هذا وتطلب منها أن توازن بين طاعة الزوجة لزوجها وكونها في نفس الوقت سيدة البيت ذات الشخصية الحاضرة؟ يمكنك كذلك أن تقنعها باستكمال دراستها، وأن تحاول تثقيفها من خلال تشجيعها على القراءة ومتابعة البرامج الثقافية والإخبارية والفنية، يمكنك كذلك أن تستغل حسّها الديني في إطلاعها على كتب سير أمهات المؤمنين والصحابيات والنساء العظيمات عبر تاريخنا كله لتعطيها المثال الحي أن الزوجة الطيبة ليس مطلوبا منها أن تكون خانعة خاضعة، بل أن تكون قوية الشخصية ذات حضور ملموس ومشاركة إيجابية في الحياة. كذلك تستطيع أن تشجعها -في مرحلة لاحقة- على الانضمام إلى الأنشطة الثقافية والاجتماعية والخيرية بحيث تحتك بالعالم الخارجي وتتعلم منه وتتفاعل معه، تحت إشرافك بالطبع. أعتقد أن مفتاح الحل بيدك، وكل ما عليك أن تجيد استخدامه.. فتوكل على الله وجرّب أن تعمل بنصيحتي، وإن شاء الله لن تندم.. وفقكما الله يا عزيزي وبارك لكل منكما في الآخر.. تحياتي.