أنا عندي مشكلة نفسية صغيرة وبسيطة بس مش عارفة أتكلم، مشكلتي إن الناس مفكراني قوية وصلبة ومش باتكسر بسهولة، والناس في الشغل سواء زملاء أو طلبة يقولوا لي إن شخصيتي قوية. قد أكون كده بالفعل بس مش أوي يعني، أنا بردو عندي أخطاء وزلّات وعثرات وضعف، ولما بيكون عندي اجتماع باكون قلقانة وبطني بتوجعني، بس بافتكر الدعاء: "اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون". وكمان باكون غالبا أنا اللي باسمع شكواهم ومش باكون عارفة أتكلم لأني مش باكون مبسوطة لما باقول حاجة لحد أيا كان، علشان كده بييجي لي أوقات بانفجر فيها مع نفسي ومعدتي بتتعب. صاحبتي بنت طيبة وقالت لي إننا نبقى الshrinks لبعض بس أنا في الأول رفضت لأني مش عاوزة أتكلم.. عمري ما اتكلمت عن مشكلاتي مع بابا ووحدتي أحيانا في البيت ولا ذكرياتي زمان ولا أي حاجة، وهي دايما تقول لي إن فيه حاجات كتير مش باشاركها فيها، وبعدين فكرت لقيتها فكرة مش بطالة لأنها محتاجة لحد تتكلم معاه وأنا هاحاول لو لقيتها تنفع هاعمل كده. أوقات باكون مبسوطة أوي لما باحس إني مع خطيبي اللي بيحبني وأنا بحبه وإننا قربنا نتجوز إن شاء الله، بس أنا قلقانة أوي من فكرة الزواج دي، خصوصا في الأول وفكرة تحمل المسئولية والمطبخ اللي أنا فاشلة فيه، كمان فكرة الموت بتخوفني أوي إن الناس دي اللي حولي كلهم هييجي يوم ونبعد عن بعض خصوصا خطيبي.. بس باقول يا رب إن شاء الله يحسن الخواتيم ويجعلنا سوا في الجنة.
miss_h
عزيزتي.. إن لكل منا لحظات ضعف ولحظات قوة، ولكن في الغالب أي إنسان يريد ويحب دائما أن يراه الناس دائما قويا، لأن لحظات الضعف أمام الناس قد تضعه في مواقف لا يرغب في أن يوضع فيها، ومن الواضح أنك أردت دائما أن تكوني في هذا الموقف، حتى أصبح انطباع الناس عنك أنك ذات شخصية قوية.. وهذا ما أجده شيئا حسنا، ولا أجد فيه أي انتقاص منك أو من أنوثتك، فلا مانع أن تكون الأنثى تملك شخصية قوية مع الناس في خارج منزلها، ولكنها داخل منزلها ومع زوجها تمتلك قلبا عطوفا حنونا، وتمتلك أنثى كاملة الأنوثة والدلال. حافظي على صورتك هذه أمام الناس، وفي الوقت ذاته كوني لطيفة، ومحبة وناعمة مع زوجك في المستقبل إن شاء الله، وفيما يتعلق في أنك أصبحت لا تستطيعين أو لا تمتلكين القدرة على أن تتحدثي عن حياتك الشخصية، أو مشكلاتك الشخصية أمام الناس، أو مع أي أحد آخر، فهذا أيضا ليس عيبا.. فالكثير من الناس يحبون الاحتفاظ بقدر من الخصوصية في حياتهم، ولا يثقون فيمن حولهم بسهولة، وأصبح هذا الأمر ظاهرة منتشرة كثيرا هذه الأيام، خصوصا مع غياب الثقة بين الناس، وأرى أن هذا الأحوط، إن لم يكن لك صديقة مقربة جدا وتعرفينها عن قرب وتثقين فيها بشكل كامل، لأنك لا تضمنين ماذا يمكن أن تكمن به النفوس، فالنفس البشرية متغيّرة ومتقلبة وعالم واسع ومظلم لا يمكنك الدخول والتعمق به.. فكثير من الشخصيات تتقرب إليك مظهرة حبها وتعاطفها معك ومع مشكلاتك، ولكن في الوقت ذاته ربما تستغل ثقتك فيها بشكل سيئ، وتطلع الآخرين على أخبارك أو تستغل ثقتك فيها في تعميق الخلاف بينك وبين الآخرين، أو في مآرب أخرى، فإن كنت تشعرين أنك في حالة ترغبين فيها في الفضفضة مع أحد فمرحبا بك في أي وقت.. وثقي تماما أننا على استعداد تام لمؤازرتك ولنكون عونا لك، والأفضل من كل هذا أن تتحدثي إلى المولى عز وجل وتناجيه بكل ما يجول في صدرك، فهو الوحيد الذي يشعر بك دون أن تتكلمي، فهو علام الغيوب وأرحم بنا من أنفسنا. ونصيحة مني أن تكون أسرارك الزوجية وحياتك الأسرية طي الكتمان حتى عن أقرب الناس إليك، فما يحدث بينك وبين زوجك لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى لأن الخلاف إن خرج من بين اثنين أصبح كارثة، ومهما كان السبب تافها وغير ذي شأن فإن الناس سوف تجعله يكبر، ويصير مشكلة ضخمة.. حفظك الله من المشكلات، وأسعد حياتك.