أ ش أ قال الدكتور محمد البرادعي -منسّق جبهة الإنقاذ الوطني- إن الجبهة تطرح التحرّك مع النظام، بالمشاركة في الانتخابات حال وجود حكومة محايدة لديها الكفاءة والمصداقية والقدرة لتُشرِف على الانتخابات، ونائب عام محايد ومستقل ويُعيد الاحترام والتقدير إلى المنصب، ولجنة لإعداد قانون جديد للانتخابات تراجع تقسيم الدوائر الانتخابية. وأضاف البرادعي، خلال كلمته في الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي للتيار الشعبي اليوم (الإثنين): "هذا ما أكّدته في حديثي مع ممثّلي النظام من أجل مصر التي نريد أن نراها في وضع أفضل". ولفت النظر إلى ما قاله الرئيس محمد مرسي حول خطة الحكومة ونائب عام جديد، وأنه في حالة إعلان ذلك والبدء في إعداد قانون انتخابات جديد؛ فسيبدأ الحوار بهدف تعديل الدستور، وتحقيق حرية التعبير والعقيدة واستقلال السلطة القضائية. وتابع: "الدستور الذي لا يمكن أن يمثّل مصر الثورة لا يتفق مع القيم الإنسانية والأسس الديمقراطية"، مطالبا بتشكيل لجنة للعدالة الانتقالية والجنائية والمصالحة الوطنية وفق قواعد ومعايير واضحة وقواعد للحوار. وأضاف البرادعي قائلا: "نحن في انتظار أن يُدرك الرئيس أنه دون المصالحة والمشاركة الوطنية؛ فالوقت ليس في صالحه ولا في صالح مصر، ومستعدّون دائما للعمل من أجل مصر معه هو وغيره". وقال: "العدالة الاجتماعية جزء أساسي من ثورة 25 يناير التي قامت للحرية والعدالة الاجتماعية، والثورة انحرفت واختطفت ونعاني اليوم من ذلك، وندفع ثمنا باهظا جرّاء سياسات الحكم بانقسام مجتمعي حاد، وفصل مصر إلى قسمين؛ مجتمع يُطلق عليه إسلامي وآخر يُطلق عليه مدني، وهذا أمر مزرٍ"؛ وذلك على حدّ تعبيره. واستطرد البرادعي: "جميعنا مصريون، ويجب أن يُبنى المجتمع على أساس الوطن وليس الدين، والرؤية القائمة تغيّب العقل، وتُهدر القيم الإنسانية التي بنيت على مدار عقود طويلة؛ فاليوم المجتمع يقوم على الجهل، والكذب وغياب العقلانية، وهي أن نرى مشكلاتنا وكيف نحلّها بأسلوب عقلاني مسلمين أم مسيحيين؛ فجميع الأديان تحثّ على أن نفكّر ونتدبّر". وأضاف: "الدولة تنهار، آسف لقول ذلك، ولكنها تنهار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، وليس أمامنا وقت طويل، وإذا كان النظام مدركا فتلك مصيبة، وإذا كان لا يُدرك فالمصيبة أعظم". وعن الأحداث الحالية، قال: "أعتذر لكل قبطي وكل إنسان في مصر، وأقول له إن تلك ليست مصر التي تفرّق بين أبنائها، وما نراه تجارة بالدين، وهجوم كاذب على وثيقة وحقوق المرأة بما يمثّل دلائل على مجتمع ينهار، والسلطة التشريعية ليست موجودة، ومجلس الشورى غير ممثّل، ولا يمكن أن يكون هو السلطة، والسلطة التنفيذية غائبة والشفافية والفكر غائب، ولا توجد سلطة قادرة". وتابع البرادعي: "السلطة القضائية منقسمة، ومجلس القضاء الأعلى وجه رسالة للنائب العام طلعت عبد الله ن يكون قاضيا والسلطة التنفيذية تهاجم السلطة القضائية، وكانت هناك سلطة قضائية منذ عامين، وأقول وأنا رجل قانون إن هناك غيابا تاما لدولة القانون، ولا أستطيع أن أقول إن هناك دولة بها قانون والشرعية القانونية منقوصة، والدولة تحوّلت -مع الأسف- إلى ميليشيات، ونرى مناخا اليوم أسوأ هو ما يمكن أن نراه". وقال: "المناخ المستبد هو الذي يسوده الفقر وغياب العدالة الاجتماعية، ولذا يخرج أسوأ ما في الإنسان؛ فالفقر أسوأ أسلحة الدمار الشامل، ولكننا نسبح عكس التيار، والخلاف الأيدولوجي قوي بين اليسار واليمين، والاقتصاد علم اجتماعي يتطوّر بتطور الأزمنة". ودعا البرادعي إلى العودة للقيم الإنسانية المشتركة وإنهاء الاستقطاب، موضّحا أن هناك معايير للحكم الرشيد من فرص اقتصادية متكافئة، واحترام حقوق الإنسان والقانون والأمن والمشاركة السياسية. واختتم كلمته بقوله: "لكنني متفائل، وكان مِن الممكن أن تسير الثورة بوتيرة أسرع كثيرا إذا لم نصطدم، وليس هناك مِن شك في أن مصر ستنجح؛ فالمصري يبعث في نفسي الأمل أن الثورة ستنجح".