السلام عليكم.. أنا هاحكي لكم مشكلتي، أنا حزينة جدا من جوايا، أنا مخطوبة من عدة أشهر ويحب كل منا الآخر، وفي يوم أعطاني خطيبي الأكاونت على فيسبوك وميله كي أفعل شيئا بهما. ووجدت أنه صديق لكثير من الفتيات المصريات والأجنبيات وطريقة حديثه معهن ضايقتني كثيرا، وعندما حاولت أن أواجهه لماذا كل هذه الصداقات قال لي مجرد صديقات فقط ليس أكثر، وبيساعدوني في تعلم الإنجليزي بالنسبة للأجنبيات والمصريات بيعاملهم مثل أخواته. مع العلم إنه يعمل بدولة عربية وعلى إيميله وجدته هذه الأيام يتحدث إلى فتاة مصرية في نفس عمره، وطريقة حوار الفتاة لا تعجبني، وهو كرجل يتحدث معها بنفس الأسلوب ولكنه يطلب منها صورتها كثيرا على الرغم إنه قال لها إنه خاطب ويحب خطيبته. أنا أكاد أجن ولا يمكنني مواجهته بمثل هذا وأنا أعلم أنه يحبني، ولكن مثل هذه المحادثات تتعبني نفسيا.. أرجوكم أفيدوني بحل سريع.
Lolla
صديقتي العزيزة.. الثقة والحكمة من أساسيات العلاقة الناجحة، ولا بد من توافرهما والحفاظ عليهما من بداية العلاقة، وأنتِ عندما قبلتِ خطيبك وأحببته لا بد أن يكون لديك قاعدة للثقة بينكما، فإن دخل الشك في نفسك فسيكون ذلك مؤشرا خطيرا يهدد العلاقة. وخطيبك عندما ائتمنك على حسابه على فيسبوك فهو بالتأكيد يعرف أنك سترين كل شيء، إذن هو لا يخفي شيئا عنك، ولا يشعر فيما يفعله شيئا يجعله يحب أن يستره عنك، وبالتالي فهو يرى الأمر عاديا، مجرد مناقشة يحسن فيها اللغة الأجنبية وتسلية لغربته التي لا بد أن فيها وقت فراغ، كما أنه تحدث عن حبه وتعلّقه بك وأفصح عن ذلك، وهذا يدل على وضوحه وعدم إخفائه لهذه العلاقة رغبة في الوصول إلى علاقة أخرى عن طريق النت. إن الأمر يعتمد على التزامه الأخلاقي والديني في البداية لأن هذا أساس كل شيء، وهذا هو منبع الأمان الذي سيمكّنك من الاطمئنان له، لأن لو هناك تجاوز ما أردتِ لفت نظره إليه فيمكنك بالحكمة والكلمة الطيبة غير المباشرة أن تلفتي نظره إلى أن هذا درء للشبهات التي يمكن أن تفتح عليه أبوابا هو في غِنى عنها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحِمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"، لذا فالمفترض منا أن ننتبه للعديد من الأمور التي نقع فيها ونحن نستهين بكونها هل ترضي الله أم لا. عليكِ أن تشعريه أنك تثقين فيه كثيرا لكنك في نفس الوقت تخشين أن يكون ذلك الأمر لا يرضى عنه الله، وبالتالي قد يحرم حياتكما من البركة التي تيسر أمور الحياة وتزيدها سعادة، فمراقبة الله في أدق التصرفات تقي الإنسان من مشكلات عديدة منها ما يحدث داخل نفسه. وبالتأكيد الإنسان الأكثر سعادة هو الإنسان الذي تكون كل جوارحه من قلب ولسان وعين ملك لله فلا يستخدم تلك النعمة في معصيته ولا يستهين بالذنب حتى لا يعظم عند الله، فإن خاف الله حقا سيعظم عنده الذنب وبالتالي يصغر عند الله، لأنه وقتها لن ينظر إلى صِغر الذنب ولكن سينظر إلى عِظم الله تبارك وتعالى، وكثير من الناس لا يدركون الحديث الذي يقول: "... العين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس والرِجل تزني وزناها الخطى واللسان يزني وزناه المنطق والفم يزني وزناه القُبل والنفس، تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه". إذن الأمر ليس هيّنا، وعندما يتهاون الإنسان في البداية يجد نفسه يسير في خطوات أخرى، وهذا بدليل أن كلام خطيبك جعله بعد ذلك يطلب صورة من يتحدث معها، لذا فإنه ينبغي عليه أن ينتبه لهذه الأمور حتى تسير الحياة ببركة رضا الله، وبالتالي تأتي السعادة والاستقرار وتكون علاقة الحب مُصانة، لذا فاجعلي علاقتكما من هذا النوع حتى يكون الحب دائما فيها من عند الله ولا يعكر صفو حياتكما التشويشات الدنيوية. مع أطيب تمنياتي لكما بالحياة السعيدة.