دار الشروق تصدر موسوعة الأمثال الشعبية لأحمد تيمور

بعد سنوات من الاختفاء يعود العلامة المصري أحمد باشا تيمور للظهور على الساحة الثقافية المصرية، عبر دار الشروق التي طرحت كتابه الموسوعي "الأمثال الشعبية".
الكتاب يقع في 628 صفحة من الحجم الكبير؛ حيث يضم ما يزيد على ثلاثة آلاف مثل شعبي مصري هي خلاصة ما جمعه عبر السنوات من تعبيرات شاعت على لسان المصريين في عصره وقبله، ويعتبر الكتاب هو المرجع الأول على مستوى الأدب العربي بمجال الأمثال الشعبية، بل ويعتبر الوحيد الذي يضم هذا الكم المذهل.
مَن هو أحمد تيمور؟
وُلد العلامة الكبير أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور عام 1871 في أسرة ميسورة الحال ذات أصل كردي، توفي والده وهو لا يزال رضيعاً، ولكن شقيقته الشاعرة عائشة التيمورية (1840-1902) أحسنت تربيته، ورأى تيمور الصغير احتفاء المجتمع الأدبي بديوان شقيقته الوحيد بعنوان "حلية الطراز".
وحينما كبر تيمور راح يتقرّب إلى رجالات التنوير في هذا العصر، الشيخ محمد عبده، والشيخ جمال الدين الأفغاني، ثم راح يدرس ويتثقف في التاريخ الإسلامي والجغرافيا الإسلامية والحضارة والعمران المصري، وحينما نال ما ناله من علوم الشرق، شد الترحال إلى الغرب، واغترف من علمه ما يتفق مع نشأته الإسلامية.
وأصبح منزله في درب سعادة بحي باب الخلق صالوناً ثقافياً دائماً لا ينافسه إلا قصر تيمور في الزمالك، ثم دخل طرف ثالث منافس فكان عوامة تيمور في النيل، توافد المثقفون من العراق والشام والمغرب على صالونات أحمد تيمور الأدبية، يقيمون بالأسابيع والأشهر، يراجعون قوائم الكتب ونوادر المخطوطات التي تنفرد بها مكتبته الأثرية التي جمعها قطعة قطعة من سائر بلدان المشرق والمغرب، ولا يمر أسبوع دون أن يفاجئ زواره باكتشافاته الأدبية الجديدة.
أهدى دار الكتب المصرية 18.000 مجلد تضم أمهات نادرة لخلاصة الكتب المصرية عبر العصور، كما أهدى مجمع دمشق العلمي 418 قطعة نقود أثرية، و34 ختماً حكومياً يرمز إلى كافة العصور التي مرت بها الحضارة الإسلامية.
تزوّج وأنجب الأسطورة محمود تيمور، رائد القصة القصيرة في تاريخ الأدب العربي، كما أنجب محمد تيمور (1892-1921) الكاتب المسرحي الكبير، وتوفيت زوجته مبكراً، فعزف عن الزواج حتى لا يجرح طفليه وتفرّغ لتربيتهم، وفي عام 1921 فجع بوفاة ابنه محمد تيمور واعتلال صحة ابنه محمود تيمور، فبدأ الأدب رحلة مرض وحزن، حتى توفي عام 1930.
عقب وفاته شكّلت لجنة برئاسة أستاذ الجيل الدكتور أحمد لطفي السيد، حيث عنيت بنشر أعماله التي لم تنشر من قبل، مثل: تصحيح لسان العرب، أسرار العربية، معجم الفوائد، الكنايات العامية، الحب والجمال عند العرب، تصحيح القاموس المحيط، أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر، الأمثال العامية.. وغيرها.