اسمها كاملا عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور. ونعرفها باسم شهرتها وهو (عائشة التيمورية)، وتوفى والدها سنة 1289 ه وبعده زوجها سنة 1292 ه، ثم عادت إلى مصر فعكفت على الأدب ونشرت مقالات فى الصحف وعلت شهرتها. ولدت عائشة بنت إسماعيل باشا تيمور سنة 1840م ووالدها من أصل كردى، كان أبوه ضابطا من رجال محمد على، تولى عدة مناصب مهمة. ونشأت عائشة فى بيت علم وسياسة، فأبوها كان يعمل رئيسا للحاشية الملكية، وله شغف بمطالعة كتب الأدب. وكانت عائشة تميل إلى القراءة، فأحضر لها والدها أستاذين، يقوم أحدهما بتعليمها القراءة والكتابة، والآخر بتحفيظها القرآن، وتعليمها مبادئ الفقه الإسلامى. ولقيت عائشة من أبيها كل تشجيع، وكان يتابع تطورها وتقدمها فى دراسة الأدب، ويدافع عنها فى وجه أمها التى كانت ترى فى ميل ابنتها شذوذا عن باقى بنات جنسها، وكان يقول لها: «دعى هذه الطفلة للقرطاس والقلم، ودونك شقيقتها فأدبيها بما شئت من الحِكم». تزوجت عائشة وهى فى الرابعة عشرة من عمرها سنة 1854 من محمدبك توفيق الإسلامبولى وهيأت لها حياتها الرغدة أن تستزيد من الأدب واللغة، فاستدعت سيدتين لهما إلمام بعلوم الصرف والنحو والعروض، ودرست عليهما حتى برعت، وأتقنت نظم الشعر باللغة العربية، كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية، وقد أخذتهما عن والديها. تولت عائشة تعليم أخيها أحمد تيمور، وكان والدها قد توفى بعد ميلاده بعامين، فتعهدته بالتربية والتعليم حتى عرف طريقه، وقد صار بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية فى العالم العربى. فقدت عائشة ابنتها «توحيدة» وكانت حبيبة إليها، تحب الشعر مثلها، وتعلمت العروض وكتبت شعرا تنعى فيه نفسها، وكان هذا الحادث الأليم عميق الأثر فى نفس عائشة حيث ظلت 7 سنوات بعد وفاة ابنتها فى حزن دائم وبكاء لا ينقطع، وأحرقت فى ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل، وقد جمع شعرها فى ديوان باسم «حلية الطراز». نشرت عائشة فى جريدة الآداب والمؤيد عددا من المقالات عارضت فيها آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور. ومن آثارها الأدبية الأخرى «مرآة التأمل فى الأمور» وكتاب يضم مجموعة من القصص باسم «نتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال». وتوفيت فى مثل هذا اليوم (2 مايو) من عام1902م.