السلام عليكم, إلى ماما نجلاء محفوظ - ينفع أنادي لك ماما؟ لأن شعور الأمومة أفضل شعور لوصف ما شعرت به أول مرة ساعة قرأت ردك على رسالتي الأولى, كان عنوانها مثقفة وأريد الارتقاء بالشباب.. لم أكتب ساعتها لشكرك لظروف الدراسة؛ ولكنني اليوم أكتب لأشكرك ولأستشيرك مرة أخرى. أنا أشعر أن ما لديّ ملخبط نوعاً ما؛ ولكنني سأحاول ترتيبه، أنا قبل سنة تقريباً اشتركت في منتدى مصري معين، وارتحت للتعامل مع أعضائه والجو العام للمنتدى, وكعادتي لم أضع إيميلي في المنتدى - لا لشيء فقط لرفع الحرج- حتى أتحكم بمن أضيفه إلى لائحة الماسنجر.. وقبل نصف عام وربما أقل تقريباً، طلب أحد الأشخاص على المنتدى إضافتي ووافقت على الإضافة، وكان حديثنا إلى ما قبل شهر حديثاً ونقاشات ودية تتصل بما نقرأ وما نكتب وما نناقش وما نرى, هو شخص كمعظم من عندي على الماسنجر أستطيع أن أتحدث إليه بما قرأت بكل أريحية، وأتوقع أن أسمع نقاشاً فيه, ومن خلاله تعرفت إلى إنسانة رائعة أعتبرها أُمًّا روحية لي وصديقة عزيزة جداً. المهم قبل شهر ونصف ربما شهرين, صارحني هذا الشخص بمشاعره، والتي لم أتوقعها منه بصراحة، أنا كنت أتخيله نجماً ما من المستحيل أن أصل إليه، ولقيت نفسي لأول مرة بالحياة وأمامي شخص يقدم كل الأسباب المنطقية جداً لتعلقه بي.. ويبدي إعجابه بي.. وهو يخطط لارتباطه بي في المستقبل.. شوفي يا سيدتي العزيزة, أهلي وقد طرحت عليهم الفكرة مجرد طرح لم يرفضوها إنما لديهم قناعة معينة أن كل إنسان لا يأخذ إلا رزقه؛ سواء كان رزقه هنا في فلسطين أو في مصر. وأنا شخصياً معجبة جداً بهذا الإنسان؛ خاصة بعد اقترابي منه واقترابي أكثر من أسلوب تفكيره، أحياناً أحس أني لو وضعت مكانه لن يختلف شيء أبداً سوى كوني فتاة وكونه شاباً! لكن بنفس الوقت أنا مشتتة.. ولا أعلم سبباً لتشتتي.. وأيضا هناك مسألة أن هذا المنتدى تبيّن أنه لم يكن عند حسن ظني به، وأنه مجتمع صغير يمارس النميمة والغيبة والكلام بأعراض الناس؛ لدرجة أن أحد أبرز الشخوص هناك أرسل إليّ رسالة نوع من النصيحة؛ مع أنني حرصت على عدم تغيير معاملتي معه على صفحات المنتدى. الموضوع ليس رسميا بيننا وأكره أن يظن بي من لا أعرف وحتى من أعرف الظنون.. محتارة مشتتة مو عارفة.. هل تعلقي فيه صح أم خطأ؟ هو تعلق فيه نوع من عقلانية أننا ممكن بعد ما نتقابل على أرض الواقع نغير رأينا؟ لكنني بدأت أشعر أنه ينجرف نحو العاطفة وأنا كذلك! أعلم أن رسالتي مشتتة نوعاً ما وينقصها طن من التفاصيل.. لكني سأكون شاكرة جداً لك وممتنة لنصحك لي ومودتي. آلاء يمكنك بالتأكيد مناداتي بأجمل لقب في الكون وأرحب بك ابنة "غالية" وصديقة ذكية، ولا شكر على واجب.. وقد سعدت بإرسالك لمشكلتك للتخلص من الارتباك، وكنت أود لو واصلت تحفظك في المنتدى وعدم السماح بالأحاديث الفردية والاكتفاء بطرح أفكارك على الملأ، وأصارحك بأن معايشتي القريبة لعلاقات الإنترنت أعطاني نتائج مؤكدة على تعرض غالبية الشباب –من الجنسين- للاستغلال العاطفي والجسدي، وأن الطرف الآخر يبدأ بالاهتمام المهذب "ويثابر" على ذلك لبعض الوقت؛ حتى يصبح جزءاً "مهماً" من الحياة اليومية للطرف الآخر، وهنا يصارحه بالحب "ويستدرجه" للتنازلات.. وأفضل دائماً ألا تعطي الفتاة أي شاب مكانة "متميزة" في حياتها بأن "تعتمد" عليه نفسياً ولو في طرح آرائها وأفكارها؛ حتى لا يتمكن من "السيطرة" عليها عاطفياً فيما بعد. وكما أحذرك من الحديث على الشباب عبر الإنترنت أتمنى ألا تمنحي ثقتك "الكاملة" للإنسانة التي تعرفت عليها من خلاله، وألا تصارحينها بتفاصيل حياتك الشخصية، وإن كنت فعلت ذلك؛ فأود أن تتوقفي فوراً؛ لأنني لا أرتاح لعلاقات الإنترنت التي يسهل من خلالها أن يقدم كل طرف نفسه للآخر على أنه "ملاك" يسير على الأرض؛ فضلاً عن إمكانية طرح نفسه على أنه التوأم الروحي للطرف الآخر.. وأصارحك أنني "كرهت" ما ذكرته بأنك كنت تتخيلين هذا الشاب نجماً يستحيل أن تصلي إليه، ولابد من "طرد" هذا التفكير "وزرع" بدلاً منه أنك إنسانة "كرمها" الخالق، وهذا يكفي للاعتزاز "الجميل" بالنفس، وتذكري القول الرائع للإمام علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه: إذا وضعت أحداً فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك.. وقد توقفت طويلاً عند قولك أنه قدم أسباباً "منطقية" جداً لتعلقه بك، أي أنه ليس نجماً؛ ولكنك النجمة؛ فتذكري ذلك دائماً.. أما عن قوله أنه "يخطط" لارتباطه بك مستقبلاً؛ فقد أثار "خوفي" البالغ عليك، أي أنه أباح لنفسه مصارحتك بالإعجاب دون أن يكون مستعداً مادياً وواقعياً للزواج، وهذا يعني أنه يريد تجربة عاطفية "مجانية" تستغرق شهوراً وربما سنوات، وهو ما أتمنى أن"ترفضيه" بشدة لأني أراك "غالية"، وتستحقين أن يعاملك بصورة أفضل كالتي "يرضاها" لأخته؛ فهو لن يقبل لها بالتأكيد علاقة وهمية عبر الإنترنت دون أية ضمانات واقعية. سامحيني لأمانتي التامة؛ فهذا "حقك" عليّ، وربما يكون ذلك سبب إحساسك بالتشتت؛ لأن كلامه لا يبعث على الاطمئنان؛ بينما لا ترغبين في قطع العلاقة لأنك "اعتدت" عليها، واعتبرته "متنفساً" لعرض أفكارك مع من يتشابه معك؛ مما يمنحك إحساسا بالارتياح. ومن منا يترك "بإرادته" ما يشعره بالراحة؛ لذا لابد من التوقف عن التفكير به على أنه مصدر للارتياح؛ لأنه مثل المخدر الذي "يسرق" العمر في متاهات.. ما يؤكد كلامي ما اكتشفته أنت "مؤخراً" أن هذا المنتدى لم يكن عند حسن ظنك، وأن أبرز الأشخاص به أرسل لك ليحذرك، وأرى ضرورة التعامل "بجدية" تامة مع هذا التحذير. وأصارحك بأنني أفضل التعامل الواقعي مع البشر في الحياة وليس عبر الإنترنت، وبإمكانك التواصل مع الأهل والأصدقاء والمراكز الثقافية والجمعيات الأهلية ومراكز التطوع المختلفة في بلدك -الغالي علينا جميعاً- وصدقيني ستفوزين بخيرات "رائعة"، وستتضاعف قدراتك الحقيقية، وتصيلين لدرجات جميلة من النضج من التفاعلات مع البشر –كما هم في الواقع- وليس كما يحاولون أن يتجملوا أو يكذبوا عبر الإنترنت. وأذكرك بالحديث الشريف: الإثم هو ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه غيرك. والمؤكد بأن الخالق عز وجل لم يحرّم شيئاً إلا "ليحمينا" من شرور. وتذكّري الحديث الشريف "استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك"، وبأنك لا ترتاحين لهذه العلاقة، وقد سعدت كثيراً لأنك استخدمت كلمة تعلق ولم تستخدمي كلمة حب في إشارتك لهذه العلاقة، وأؤكد لك أن التعلق نتيجة الاعتياد "والاستسلام" للإلحاح من الطرف الآخر. وسعدت باستخدامك كلمة "الانجراف" نحو العاطفة وهو تعبير بالغ الذكاء؛ لأن الحب الحقيقي ليس اندفاعاً، ولا انجرافاً؛ بل يمنح الشعور بالاطمئنان، وهو ما لا أجده في تجربتك. وقد احترمت كثيراً طرحك للفكرة على أسرتك، وكنت أتمنى أن تعرضي تفاصيلها، وأثق أنهم لن يرحبوا -مثلي- بالجملة المطاطية التي ذكرها بأنه "يخطط" للارتباط بك مستقبلاً. أتمنى أن تسارعي بطيّ هذه الصفحة، وألا تتورطي بأي تجربة عبر الإنترنت، وأن تغيّري بريدك الإلكتروني وهاتفك المحمول -إذا كان يعرف رقمه- حتى لا تضعفي إذا حاول الاتصال بك... وصدقيني ستربحين كثيراً دينياً ودنيوياً "وادخري" عواطفك لمن يستحقينها ولمن تستطيعين جمع أكبر معلومات عنه قبل منحه أي قدر من الإعجاب، ولا تقارني بينه وبين أي شاب آخر يتقدم لخطبتك فيما بعد، واعتبريه مجرد "وهم" عبر بحياتك وتعلمت منه ضرورة التأكد من حسن اختيارك قبل منح أي "ثانية" من عمرك لأي شاب.. اقرئي الرد كثيراً بقلبك وعقلك معاً كلما شعرت بالضعف، واسعدي بالعلاقات الواقعية، واهربي من الإنترنت لأنك تستحقين حياة أفضل أدعو لك بها من كل قلبي "وأثق" أنك بمشيئة الرحمن ستسارعين بصنعها، وتابعينا بأخبارك -إن أردت بالطبع- لنحتفل معك بإنجازاتك الرائعة في كل جوانب حياتك.. وفقك ربي وأسعدك أنت، وأهلنا في فلسطين الحبيبة..