في بلد يتجاوز عمره السبعة آلاف عام، وتعاقبت عليه معظم حضارات الدنيا.. كل ركن يحوي حكاية تستحقّ أن تُروى.. في هذا الباب الجديد نروي لكم بالصورة والكتابة بعضا من هذه الحكايات المخفية في الأركان.. إنها "حكاية في صورة". هذا القصر المهجور يقع في شارع 26 يوليو بالزمالك.. منذ بضعة أشهر لم يكن شكله هكذا، كان السائر لا يكاد يستطيع تبيّن تفاصيله من كثافة الأشجار حوله، واليوم يقف وحيدا وسط صحراء جرداء بعد ذبح أشجار الحديقة بالكامل، كما أن الشركة المالكة قد نجحت في تخريبه ونزعت نوافذه وسدتها كلها بالطوب الأحمر، ثم وضعت لافتة تحذر من التعامل على "العقار". هم يرون أنه "عقار" بينما نرى نحن أنه جزء من التراث المعماري للبلد والذي صار في خطر داهم ويتآكل يوما بعد يوم حتى لا يتبقى منه شيء بعد بضع سنوات، كما كان جزءا من الذاكرة البصرية للمكان، ويحمل بداخله تاريخا وذكرى. "العقار" يقف الآن في انتظار معاول الهدم لتقضي على ما تبقى من جدرانه، ليتحول في خلال بضعة أشهر إلى برج "سكني إداري تجاري" كالأبراج التي تظهر في الخلفية، والتي أقيمت هي الأخرى على أنقاض قصور كهذه، كانت تتجاور فيما مضى لتصنع حيا راقيا هادئا، لكننا في زمن لم يعد من المسموح فيه بوجود أشياء كهذه. المكان: شارع 26 يوليو، الزمالك.
القصر المهجور * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: