السلام عليكم ورحمة الله، إزيكم وآسفة إذا كنت هازعجكم لكن أنا عندي موضوع محيّرني، أنا أبلغ من العمر 27 سنة، وباشتغل محاسبة بشركة ملاحة فوجئت هذه الأيام برقم موبايل يتصل عليّ لغرض إنه يسمع صوتي فقط؛ حتى أقطع الخط بدون رد منه، وتكررت كثيرا على فترات متباعدة حتى في يوم استفزيته وتكلم وكشف عن شخصيته بأنه منذ عام ونصف كان لديه إعلان عن مكتبه في جريدة الوسيط ويطلب محاسبين للعمل، وأنا اتصلت بتليفونه عشان الإعلان لأتقدم للوظيفة؛ ولكنه قال لي إنهم اكتفوا بالعدد الموجود، ولم أتصل به من يومها منذ عام ونصف، وقال لي إنه تعلق بصوتي وجذبه؛ لذلك كان يتصل ليسمع صوتي فقط دون رد. واجهته أنا بعدم الاتصال بي مرة ثانية؛ لأنه غير طبيعي الإعجاب بشخصية دون رؤيتها؛ ولكنه لم ييأس، وعرض عليّ الصداقة أو يطمئن عليّ كل حين؛ ولكن لظروف كبر سني واحتياجي لشخص يهتم بي أعجبني الأمر. هو عرض عليّ التفكير في الصداقة؛ ولكن دون أن أفكر رأيتني أبادله الحديث عندما يتكلم عن نفسه، ويعرفني بشخصيته ويكلمني عن شغله ومشاكل شغله، وعن أي شيء يفعله طوال اليوم يحب إيه ويكره إيه، كل شيء بيقوله أحيانا يسألني عن حياتي عايشاها إزاي؛ ولكن لا يضغط عليّ في الرد، وقبلت أن يراني مرة واحدة كي يسلم عليّ أمام شغلي؛ ولكن المشكلة هنا أني بدأت التفكير فيه وأحس بمشاعر ناحيته، والشيء الذي يزعجني أكثر أن مستواه المادي عالي جدا وليس مثلي؛ فأنا مستوايا الاجتماعي أقل منه. ورغم أني باكلمه حينما يتصل؛ ولكني لم أظهر له أني أبادله أي مشاعر، أعامله كشخص عادي. أنا من النوع الذي أخفي مشاعري وأخاف على قلبي، وأصبحت أتمنى أن يطلب مني أن يراني مرة أخرى؛ ولكن كعادتي أكيد هاواجهه بالرفض، مش عارفة باخاف ليه ومش عارفه إذا كان صح أم خطأ، وكيف أستطيع أن أجعله يطلب مني الارتباط؟ أنا أراه فارس أحلامي، وده وقته، أنا محتاجة له؛ ماذا أفعل؟ أنا في حيرة، أرجوكم ساعدوني حتى أفعل الصواب. رحمة صديقتي: في كل مرة يدخل فيها الشخص في علاقة عاطفية يعرف جيدا ما مصير علاقته بالطرف الثاني، ويعرف أيضا أنه دخل في هذه العلاقة رغبة في التسلية أم رغبة في الزواج وحياة مستقرة كالغالبية العظمى من البشر، وفي قصتك الأمر واضح أنك وجدتي فارس الأحلام أو هكذا اعتقدت، وهو يلعب ويحاول تسلية وقت فراغه بلعبة وجدها تفتقد للاهتمام وكلمات الحب؛ مع أن الرجل الذي يحترم المرأة حقا لا يبقى على علاقته بها بهذا الشكل؛ بل يحاول أن يتقرب إليها بالطرق المعروفة والتي لا يغفلها أحد سواء من الجادين أو غير. وكما هو مخطئ فأنت أيضا؛ لأنك ببساطة استسلمت لمشاعر سلبية عن كبر سنك وحاجتك للاهتمام، ولم تنظري إلى من يهتم ولم تفكري في غرضه وهدفه من كل هذا العبث؛ بل تفكرين في الطريقة التي تجعلينه بها يتقدم إليك، والمسألة لا تحتاج منك كل هذا التفكير لأن هذه الخطوة لابد أن تكون نابعة منه هو، وليس بدافع الضغط وابتكار الحيل لدفعه إلى الزواج منك وهو تحت التنويم المغناطيسي. أعرف جديا أنك ارتبطت به عاطفيا، واندمجت معه على أمل أن ينطق بما تنتظرين أن يقوله يوما؛ ولكن إلى متى سيصبح الأمر لديك مجرد انتظار شاب مستهتر؛ ليس هناك من شك أنه يصادق غيرك ويتحدث إلى غيرك ويوهمهن أنه يقدّرهن مثلك، ويتحدث إليهن عن حياته ليتصوروا أنه في الطريق للنطق برغبته بالتقدم للزواج، والأمر بالنسبة له لا يتعدى مجرد التسلية وتمضية وقت طيب، ولا بأس من تبادل مشاعر زائفة ليس لها أصل من واقع قلبه المظلم الذي توقف عن النبض منذ زمن. أعرف أيضا أنه ليس سهلا أن يقال لك أن تتركيه وتقطعي علاقتك به الآن فورا وحالا، ولا تردي على تليفوناته، واحسمي أمرك معه وواجهيه إما تحديد شكل العلاقة الآن أو الانفصال؛ وأعتقد للأسف أن الأخير هو الحل الوحيد لحسم الموقف حتى لا تستزفي المزيد من المشاعر والعمر في علاقة عابرة مع شخص تافه. احسمي أمرك يا صديقتي؛ فالعمر ليس فيه الكثير لتضيّعيه مع شخص مثل هذا احترف اللعب بالمشاعر، ولم تعد تحرك فيه أفعاله أي ندم أو رغبة في التغيير.