بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكم جميعا سويا، في حلقة جديدة من هذا البرنامج الذي يذاع على موقع "بص وطل". سؤال ورد إلينا يقول: نريد إلقاء الضوء على محاولة تقسيم المجتمع لقسمين، مدني وإسلامي، وهل هذه التسمية صحيحة؟ أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نتوحد {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيْعًا} وكلمة نتوحد معناها أننا مشارب مختلفة وفرق متعددة، وأمرنا الله بالوحدة، والوحدة لا تكون إلا بالبحث عن المشترك، فإذا لم يكن هناك مشترك بيني وبينك فنحن فرقاء أعداء لن يؤلف الله بين قلوبنا، والذي يؤلف بين القلوب الله، ولكن لا بد منا أن نبدأ بحسن النية وبإظهار الرغبة في الاعتصام بحبل الله جميعا. الحمد لله ظلت مصر دولة مسلمة عبر التاريخ، لم تترك إسلامها قط ولم تتخلى عنه قط. وقضية المدني والإسلامي هي قضية في الظاهر، وليست في الحقيقة؛ المدني مسلم والإسلامي ينبغي أن يكون مدنيا، لأن ضد المدنية الهمجية، والمسلم يتبرأ من أن يكون همجيا، هو يريد أن يكون حضاريا، كما أمره رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه". أمره فقال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، أمره بالتقوى بالصلاح بإصلاح ذات البين فكيف يكون همجيا وهذه هي صفاته، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِيْنَ يَمْشُوْنَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}، إذن هذا الذي يمشي على الأرض يخاف أن يطأها بقسوة لأنها تسبّح، هل هذا ينتظر منه أن يكون همجيا؟! إذن فيجب أن يكون المسلم مدنيا، ويجب أن يكون المدني مسلما، وقد كان، إذن فهذه مصطلحات لا علاقة لها بدين الله. هذه مصطلحات تعرض في الجدال السياسي، ندخل من أي مدخل، هل ندخل من مدخل سلفي؟ نقلد فيه أنظمة الماضين من السلف الصالح، أم أننا ندخل من مدخل عصري، نقلد فيه تجارب الأمم بحيث أن لا نخالف الإسلام. فسُمي من أرادوا أن يدخلوا المدخل العصري بالمدنيين، وسُمي من أرادوا أن يدخلوا بالمدخل السلفي بالإسلاميين. والأمر ليس كذلك، والله أعلم بما هنالك، وهنا رأينا استغلالا لهذا التقسيم. فالعلماني الذي لا يؤمن بدين أو الذي لا يريد أن يؤمن بدين، اختبأ وراء المدنيين. والرجعي الذي أراد أن يجر البلاد والعباد إلى التخلف جاء وراء السلفيين ويختبئ وراء السلفيين وليست هذه حقيقته. إذن نحن أمام لعبة سياسية بعضها سليم، وهو الجدل بما يرضي الله في المداخل، وبعضها سيئ وهو جر البلاد والعباد إلى غير مصالحهم ومبادئهم. وإلى لقاء آخر نستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته