بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة على هذا الموقع "بص وطل".. في هذه الحلقة وردت إلينا بعض الأسئلة: فتاة تسأل: أعمل في مكان بعيد عن منزلي، ويستغرق الطريق حوالي ساعتين أو أكثر حتى أستطيع الوصول للمنزل، فأقوم في بعض الأحيان بالركوب مع أحد زملائي الذكور -خلي بالكم هي بتقول زملائي يعني هذا الزميل معها في العمل.. ثم تسأل- الذي يملك سيارة تسير على طريق العودة إلى المنزل، فما حكم وجودي في السيارة كأنثى مع هذا الزميل؟!! الإسلام والفقهاء قسموا الحياة إلى قسمين: حياة عامة، وحياة خاصة، والفرق بين الحياة العامة والحياة الخاصة طلبُ الإذن بالدخول أو بالنظر، فلو كنا في مكان مغلق.. هذا المكان لا يجوز دخوله إلا بإذن مثل الغرف المغلقة، ولا يجوز لأحد من الغرباء أن يدخل هذه الغرفة إلا بعد الإذن، فهذه تسمى حياة خاصة، وحينئذٍ لا يجوز في الشريعة الإسلامية أن يخلو الرجل بالمرأة، والنبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن هذا، أن رجل وحده وامرأة وحدها يكونون في الحياة الخاصة المغلقة التي يحتاج الدخول عليهما إلى إذن، وقال: "لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما". الحياة العامة لا تحتاج إلى إذن، مثل (الأسانسير) المصعد ده لا يحتاج دخوله لإذن؛ لأنه من الممكن أن يقف في أي دور، والناس تفتح أو ينفتح.. الأوتوبيس.. المسجد.. الطريق.. السيارة في الطريق..... كل هذا لا يعد من الخلوة في شيء. ولذلك رأينا صفوان رضي الله تعالى عنه لما رأى السيدة عائشة -وقد رحل القوم، وظنوا أنها في الهودج، وتركوها، وكانت تبحث عن عِقد لها- أخذها، ودخل بها المدينة في رابعة النهار أمام الناس، والله سبحانه وتعالي أيَّد هذا الفعل، وجعل صفوان من خيرة الناس، والسيدة عائشة أم المؤمنين.. لماذا؟ لأنهما كانا في الصحراء، وفي الطريق، وأمام الناس.. لا يحتاجون إلى إذن للدخول على هذه الحالة. إذن الحياة العامة لا تحتاج إلى إذن؛ فليس فيها خلوة، حتى لو انفرد الرجل بالمرأة، في السوبر ماركت رجل وامرأة وحدهما.. في المسجد إمام وامرأة وحدهما.. إذن أيّ مصلٍّ يدخل في المسجد، وأي شخص يكون في الطريق، وأي شخص يكون في السيارة، أو ينظر إليها.. ولذلك لا تتحقق الخلوة هنا.. فهنا في هذا السؤال ينبغي علينا أن نفهم هذه الحقيقة.. نفهم الفرق بين الحياة العامة التي لا نحتاج الإذن في النظر، وبين الحياة الخاصة التي نحتاج فيها إلى إذن في النظر، إذا قسّمنا ذهننا، وتعلمنا هذه الحقيقة البسيطة انكشف لنا الحكم في كثير من الصور. سؤال آخر: أقضي الكثير من الوقت في طريق العودة إلى المنزل، وكثيراً ما يُرفع أذان العشاء قبل أن أصل إلى منزلي، وأكون قد فوَّتُّ صلاة المغرب، فما حكم القيام بصلاة المغرب في السيارة؟ أم الأفضل الانتظار وأداء المغرب؟ هذا السؤال يحتاج إلى تفصيل، ولذلك سنؤجله إلى حلقة قادمة.. فإلى لقاء،،، والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته. إضغط لمشاهدة الفيديو: