قال الدكتور صلاح جودة -رئيس المركز الاقتصادي المصري- إن مصر بعيدة عن شبح الإفلاس الذي يشترط توقف مصر عن سداد أقساط الدين الخارجي البالغ 216 مليار جنيه "وهو ما لم يحدث". وتابع جودة -في مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة" على شاشة cbc- أن تصرف البنك المركزي بعمل مزاد بين البنوك على سعر الدولار يأتي في ظل تراجع سعر الجنيه المصري، وهذه آلية للتعامل مع هذه المشكلة، ويقوم في المقابل البنك بسحب أي سيولة إضافية عن الكمية التي يطرحها. وأضاف أنه بخلاف ذلك يلجأ البنك المركزي إلى توفير عملة الدولار في الأسواق، بسبب ارتفاع الطلب على التحويل من الجنيه المصري إلى الدولار، مؤكدا أنه يجب على التشكيل الوزاري القادم أن يحمل تشكيلا اقتصاديا. وفيما يتعلق باستمرار التدهور الاقتصادي الحالي حذّر جودة أنه في حال استمرت نفس السياسيات دون ابتكار أفكار جديدة للخروج من الأزمة فسوف تستمر، وأن مصر في مأزق بسبب انخفاض الاحتياطي النقدي وزيادة معدلات التضخم وارتفاع الدين الداخلي، وهو ما تسبب في انخفاض التصنيف الائتماني وتأجيل المجموعة الأولى من أقساط قرض البنك الدولي، وبالتالي فمصر على باب نفق مظلم. من جهته قال محمد الأبيض -رئيس شعبة الصرافة- إن إقدام البنك المركزي على عمل مزاد بين البنوك على أسعار الدولار "مستغرب للغاية" وقد تسبب في ارتفاع أسعار الدولار بصورة غير طبيعية، بحيث وصل سعره إلى 6.49، متسائلا: هل هذا هو المطلوب أم أن هناك أشياء لا نفهمها؟ مؤكدا ضرورة إعلان الحقائق حتى يتحمل الشعب مسئوليته تجاه الدولة. وتابع: "مصر دولة بلا موارد، وبالتالي لا يجوز أن نقول إن الموقف جيد ولا بد من الاعتراف بالأزمة وإيجاد العلاج، فمصر في حاجة إلى حلول عبقرية للخروج مما نحن فيه، وفيما عدا ذلك ستسوء الأوضاع".