أنا عندي مشكلة وأرجوكم تساعدوني فيها في أقرب وقت.. أنا عندي أخ في تانية ثانوي هو ذكي جدا بس مستهتر، جاب 50% وملحق كيمياء السنة دي، كان طموحه يكون دكتور، وهو كان بيلعب كورة، لكن حصلت له حادثة في رجليه واضطرّ إنه يبطل كورة، من ساعتها وحالته اتدهورت بقى يشرب سجاير وشيشة. إحنا كمان ناس على قدّ حالنا يا دوبك عايشين اليوم بيومه بالعافية، لما الليل بييجي بنحمد ربنا إن اليوم عدى علينا، لكن هو طلباته كتير، زعلان أوي من بابا لأنه ماعملهوش علاج طبيعي؛ لأننا طبعا معاناش فلوس وبيعامله وحش أوي، وإحنا ودّيناه بعد العملية التأمين بس إنتم عارفين التأمين مش كويس وقالوا مالهوش علاج طبيعي لكن بره كان ليه وإحنا ماوديناهوش علشان الفلوس. المهم دلوقتي من 4 أيام ماما بتفتّش في هدومه من وقت للتاني لقت برشامة كده، فسألت عليها قالوا لها اسمها فراولة فهي مش عارفة نعمل إيه معاه ونتصرف إزاي، مع العلم إن أبويا صعب أوي، كل حاجة عنده ضرب وطرد بره البيت أو يمشي هو من البيت، ويقول لنا شوفوا مين هيصرف عليكم.. شكرا ليكم وآسفة لو طولت عليكم.
marmar
يتسم سلوك المراهق بقدر كبير من الأنانية والتمركز حول الذات, فهو غالبا لا يقدّر ظروف الآخرين ولا يهتم باحتياجاتهم، بل ينصبّ معظم تفكيره في نفسه، ولا يرى إلا طلباته ورغباته الخاصة ويطالب الجميع بتحقيقها له، وإذا قصّر هؤلاء في ذلك يقيم الدنيا ولا يقعدها، مما يوقعه ومن حوله في كثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تذهب بقدراته وقدراتهم على السواء. ويتمادى المراهق في هذه الحالة إذا افتقد الحب والتقبل ممن حوله، ومشكلة أخيك الأساسية هي في افتقاده للحب والتقبل ممن حوله وخاصة الوالدين اللذين ألهتهما ظروف الحياة الصعبة عن تقديم العون المناسب له في محنته التي مرّ بها, فلقد فشل والداك في هذه المهمة ليس فقط بالإهمال المادي ولكن بالاهتمام النفسي والمعنوي، وهو لا يدرك ولا يقدّر ظروف الحياة الصعبة التي تمر بها الأسرة كلها، فهو لا يرى إلا نفسه واحتياجاته التي لم تلبّ، مما أوجد فراغا نفسيا بينه وبين الأسرة ملأه بالتدخين والمخدرات، وراح يتخبط من سيئ إلى أسوأ ملقيا باللوم عليكم لا على سوء تصرفاته. عليكم أن تتحدثوا معه بودّ ومحبة، وتنبّهوه إلى أننا نحن الذين نصنع أنفسنا وليس أخطاء الآباء هي التي تقوم بذلك.. نبّهيه إلى بقية إمكانياته؛ فالحياة لا تتوقف عند الفشل في لعب الكرة, هناك إمكانيات عقلية واجتماعية يجب إن نستغلها ونعوض بها أي نقص آخر, وربما لو انتبه لنفسه وعدّل من سلوكه يكون له فرص في العمل أفضل من غيره, فهناك أشخاص لا يستطيعون حتى المشي، ويقومون بأعمال محترمة ومفيدة لهم ولغيرهم, وربّ ضارة نافعة؛ لأن هناك نسبة من الوظائف في أي مؤسسة حكومية تخصّص للذين يعانون من أي إعاقة هذا لو انتبهنا إلى بقية إمكانياتنا ونمّينها ولم نقف مكتوفي الأيدي نبكى على اللبن المسكوب. عليكم أن تشدوا من أزره وتنبهوه إلى كل شيء إيجابي فيه، وتكرروا إيجابيته على مسامعه وأمام الآخرين حتى يفيق ويسترد ثقته بنفسه ويدرك بقية نعم الله عليه, تحدثي معه أنت ووالدتك وكل من يستطيع التأثير عليه ولكن دون تأنيب, عليكم مراقبته والأخذ بيده وتعويض الحب الذي يفتقده من والدك، ولا تخبروه بأنكم عرفتم بمسألة البرشامة هذه حتى لا يشعر بالخزي أمامكم, وعند المراقبة أغلقوا أمامه كل الأبواب التي يحصل منها على المخدر، مع استمرار دعمكم النفسي له.. وعلى الله قصد السبيل.