أنا عندي 20 سنة وفي هندسة العاشر، مشكلتي إني دايما ما بعرفش أكمّل وأستمر في حاجة باعملها، مثلا قلت السنة دي إني أشد حيلي جدا وأنجح في كل المواد، وفعلا شديت في الترم الأول والثاني ونجحت بتقديرات كمان، وجيت في الترم الثالث وما ذاكرتش ولا كنت باحضر محاضراتي. ومثلا كمان إني أقول هستمر في الصلاة في الجامع وبرضه ما بستمرش وحاجات كتير كده، كل حاجة باعملها ما بستمرش فيها حتى الرياضة، والمشكلة كمان إني عارف إن كل إنسان له وقت وبيقع، وما فيش حد مستقيم طول حياته، بس مفروض أما يقع يقوى ويعرف غلطه ويتعلّم منه ويرجع تاني على طول. بس أنا العكس خالص لما بقع في حاجة بابوظ في كل حاجة، وما برجعش إلا بعد مدة طويلة، وبتكون طبعا أصعب وحاجات ما بعرفش أرجع فيها واستمر على الغلط. والمشكلة الأكبر إني باكون عارف الغلط فين، وباكون عارف الحل لكل مشكلة بس ما بعرفش أنفذ، ومش عارف إزاي أقوي عزيمتي وأكون إنسان ناجح.. أنا آسف على الإطالة بس يا ريت الرد عليّ بدقة عالية وشكراً. Y.K صديقي العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قبل أن أبدأ في الرد عليك أودّ أن أوجه لك سؤالاً.. لماذا تريد أن تكون ناجحاً؟ أو بصيغة أخرى ما هو مفهوم النجاح لديك؟ ولماذا أسألك هذا السؤال؟ لكي نعرف مدى صدقك مع نفسك في رغبتك في النجاح، فأحياناً نعرف أشياءً كثيرة ولا تتخطى الذهن، لكن لا نعيشها كتجربة شعورية. وبالنسبة لك وأنت قد ودّعت المراهقة، لكن ما زالت تلقي بظلال التشويش الفكري على حياتك، فهذا التشويش واللخبطة في الأفكار إنما هي إحدى سمات المراهقة؛ حينما تكون باحثاً عن هوية، والبحث عن الهوية يعني أنا حلاقي نفسي في إيه!! في المذاكرة والنجاح الأكاديمي لأ في العبادة لأ في كذا وتفضل كده مش قادر تحدد فتوقف حاجة وتبدأ حاجة جديدة يمكن تلاقي نفسك. وهنا السؤال الذي لا بد أن تواجه به نفسك.. إنت ليه مش لاقي نفسك في حاجة؟ قد يحدث هذا الأمر نتيجة أسلوب تربوي من الطفولة مثلاً يتسم بروح القمع والسيطرة من جانب الوالدين، ويمنع الطفل من تكوين قدرته على المبادأة والإنتاج وفقدان الثقة بالنفس، ومن ثم يدخل المراهقة وهو لا يستطيع أن يعرف إمكانياته؛ لأن طاقاته في طفولته كانت مستهلَكة مثلاً من أجل إرضاء بابا وماما أو تعوّد الطفل أن ينجح عشان بابا وماما يكونوا مبسوطين. وهو ما نسميه في علم النفس بمرحلة البحث عن الولد الطيب أي يلجأ الطفل إلى إرضاء الوالدين فلا يشرع في فعل أي شيء يريده قبل أن يأذنا له أو يباركا ما يسعى إليه، فلا ينمو لديه القدرة على اتخاذ القرار ومن ثم يصبح متخبطاً متردداً ويدخل المراهقة بكل أعبائها من التغييرات البيولوجية والنفسية، وهو مشوّش فاقد لثقته بنفسه لا يستطيع أن يحدد مثلاً الكلية التي يرغب فيها؛ لأنه ربما لا يعرف ميوله الحقيقية ولم يتعوّد على صياغة الأهداف، أما عن العبادة والصلاة والتي تمثل العلاقة بالله سبحانه وتعالى فقد يختزن الطفل أحياناً مشاعر سلبية تجاه العبادة باعتبارها إرضاءً للسلطة؛ كأن يكون الأبوان يدفعان الطفل ويضغطان عليه بطريقة خاطئة فيربط العبادة بهما، وتظل هذه الصورة هكذا في اللاشعور وتنتهي الطفولة والصورة كما هي، فهو تارة يرضي الأهل وتارة يتمرّد عليهما، ويتضح ذلك في قولك إنك تعرف الخطأ وقد تتمادى فيه، فيبدو وكأنك كنت ترى الخطأ بعيون الآخرين فتعلّمته كنصوص محفوظة دون تطبيق فعلي أو تنتابك رغبة طفولية من وقت لآخر في التمادي في الخطأ، ربما تكون نوعا من العناد مع سلطة الأسرة المختزنة في عقلك، لكنك الآن وقد أشرفت على سن الرشد لك أن تعرف أنك هكذا تعاند نفسك. ألخص لك مشكلتك أنت لم تكوّن مفاهيم إيجابية نحو ذاتك بعد، وفي الغالب لديك مشكلة في ثقتك بنفسك تعوق قدرتك على رسم أهدافك وتحديد خطط لمستقبلك. والآن عليك بجلسة صدق مع نفسك تناقش فيها كل ما ذاكرته لك، وتبدأ في تحديد أهدافك من النقطة التي أنت عليها الآن، يعني ما ينفعش مثلاً تقول أنا كان المفروض أدخل كلية كذا أو أدرس كذا، لا بد من أن تبدأ من حيث وصلت إليه، وتفكر في الحياة العملية بعد الكلية في ميدان العمل فتركز على الجوانب العملية من الحياة، فكيف يقودك عملك مثلاً للمكسب المادي؟ هل يحتاج ذلك تدريباً في ميدان العمل تبدؤه من الآن حتى وأنت ما زلت تدرس؟ هل تحتاج كورسات إضافية تؤهلك للعمل في أماكن مميزة؟ إن القضية لم تعد تقديرات فحسب بل تميز في الجانب العملي، فمن له مهارات تميّزه في العمل فيدر ربحاً على مكان عمله لا شك أنه الأنجح. هكذا يجب أن تفكّر: ضع على الورق أهدافك بعيدة المدى - اكتب متطلبات الوصول إلى هذه الأهداف - اكتب ودوّن خطة أو خطط التنفيذ - ثق بنفسك - وابدأ دوّن يومياً ما تفعله من أشياء إيجابية لمستقبلك.. وفقك الله،،، لو عايز تفضفض لنا دوووس هنا